عصمت الشولي...عندما تضيق الأعمار على أصحابها والسجون بروادها

unnamed (2).jpg

تقرير : دعاء الجيوسي

سبعون عاماً مُجللة بالمصاعب...موزعة على تصاريف الحياة نضالاً وسجناً...ملاحقة...ومحنا كلها لم تَفت في عضد عصمت الشولي أو تدفعه للحياد....

فإبن عصيرة الشمالية الذي واكب مسيرة الكفاح الوطني مُذ كانت في مهدها لا زال على حاله يؤمن أن لديه ما يفعله ويقوله في مجرى نضال شعبنا.

ولد الشولي في قرية عصيرة الشمالية القريبة من نابلس عام 1949 فجاء خط حياته متوازياً مع الهزائم والنكبات العربية التي شربها وأبناء جيله واحدة تلو الأخرى نكبة...فتشريد ومن ثم نكسة تلاه ضياع باقي الأرض وكل الكرامة ، ربما جاء عصمت إبن لزمانه أو لمسقط رأسه بإرثه الثوري يد في إعطاء شخصيته صورتها الفريدة....أياً كان سبب وشكل الآتون الذي أُلقي فيه الرجل وأبناء جيله ليخرجوا لمعترك الحياة بهذه الصورة الفولاذية فإنه يبدو ضرباً من الفلسفة والتحليل إن خضنا غماره في هذا المقام ربما كان ذلك مهمة المؤرخين و الباحثين في علوم الإجتماع إن ما يعنينا الآن الصورة الماثلة أمامنا لرجل ناهز السبعين عاماً ولا زال يرد السجون أكثر من ورود علال لماء الذنائب.

اعتُقِل عصمت الشولي للمرة الأولى عام 1975 وأمضى في سجون الاحتلال 7 سنوات كاملة،،، ثم أُعيد للسجن عام 1983 وقضى فيه 5 سنوات ، في العام التالي لتحَرُرِه إعتقل لمدة 16 شهراً إدارياً وتكرر ذات الأمر خلال الأعوام 1990 ، 2014 ، 2016 وها هو يحدُث مُجددا حيث اعتُقِل مرة أخرى بتاريخ 2021/2/5

على هامش رحلة النضال الطويلة وكواحة تُظلل مسافراً في صحراء لا متناهية جاءت بديهيات الحياة الإجتماعية الطبيعية للشولي متقطعة ولكنها خصبة فعمل في وزارة الإقتصاد الوطني وتزوج وأنجب ستة أبناء حجزوا بدورهم أماكنهم في رحلة النضال والأسر وصيرورة الأيام الفلسطينية المُرة.