تقبع في زنازين العزل منذ 43 يومًا

تداعى العالم وقرر لا نصيب من نور الشمس لأطفال فدوى حمادة

IMG_20201222_092339.jpg

تقرير: دعاء الجيوسي

حين تُشرق الشمس على ظهر كوكبنا فإنها تنسحب من نصفه لتعطيها حيزاً للراحة يغسله من تفاصيل يوم طويل وتطل على نصفه الثاني لتمنحه حياة جديدة وساعات ضوء تهزم الظلام....وهي حين تُشرق توزع نورها بالتساوي لا تقسيمات للعالم لديها ولا تعنيها فروق طبقية ولا إثنية ولكن من يحيون تحتها يحتكرون هذا النور وَيُقَسَمُونَه قسمة ضيزى فلبعضهم كل النور ولمعظمهم شذرات باهتة منه ولآخرون ظلام دائم ولفلسطين وشعبها الحظ الأخير من معادلة النور والظلام هذه.

تتلخص الحكاية في صور باهر إحدى قُرى القدس التي كانت فيما سبق موئلاً للنور ومبعثاً للشمس وباتت اليوم في قعر جب لونه بلون أيام (حمادة ،سدين ، محمد ، أحمد ومريم ) الذين يفتحون عيونهم للنهار مبكراً كي لا يسبقهم أحد للشقاء ومرارة فقد أم غيبتها السجون منذ أعوام ثلاثة ولا زالت مصممة أن تواصل الجريمة لسبعة أعوام أخرى...في صباحات أبناء الأسيرة فدوى حمادة لا إفطار عائلي ولا حقائب مدرسية تُرَتب لا قبلات أمومة دافئة ولا إستفسارات عن الدراسة وأحوالها كل ما في المشهد أم غائبة وأطفال أكبرهم في عامه العاشر وأصغرهم لم تتجاوز الأربعة أعوام وأب يجاهد مُحارباً على جبهتين يبدأ يومه بدور أم لأطفاله ويُمضي بقيته أب يكدح لإطعامهم وما بين الحالتين وقسوة المشهدين تظل فدوى حبيباً لم يقتله الغياب ولم تأكل سنوات الأسر صورته في العقول التي تفتحت على عالم فيه الأمومة والحب من المُحَرَمات وجو العائلة حلماً بعيد المنال.