قصيدة جديدة للأسير الأديب كميل أبو حنيش ترى النور

مُدّي يداً...

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / السجون_حنظلة

مدّي يداً...

تكفي لألمسها وأهمسُ: كم أحبكِ
ثم أحني قامتي
وأقبّل الطهر المكابر
في أصابع كفكِ اللاتي
تضجُّ بكل ألوان
البلاغة والكلامْ
نحن الذين تشابهت أحلامنا
وقلوبنا، ترنو إلى شمس تضيء بعالمٍ
يحتله هذا السديم المكفهرْ
جئنا لهذا الكون نحمل 
بذرة الأمل العظيم...
والحلم يجمعنا على حب العدالة والسلامْ
وكلنا مرضى الحنين إلى حياةٍ 
لا تطوّقها الحروب ولا الجنونْ
ولا يقود زمامها تلك الشراذم واللئامْ
*
إيڤا الغزالة...
قد تراءت من شمال الأغنيات...
وعانقت أيامنا الثكلى 
المليئة بالمآسي والسقامْ...
جاءت إلينا، تنشد المعنى...
تودُّ الاحتراق كما الفراشة في اللهب
إيڤا الجميلة... أدركت معنى الجمالِ
وأمسكت في ساعديه
بكلّ ما في العمر من شغفٍ 
لئلا يكتوي بالنار
أو يهوى صديقاً 
وسط ساحات المعارك والخصامْ
وتشبثت إيڤا طويلاً
غير أنّ الموت أدرك إبنها وحبيبها 
انحسر الذراع... ولم تباليَ طالما بقيَ
الفؤاد مكابرًا ومتيّمًا
يمشي على درب المروءة والشهامة والتمامْ
*
إنّا نحبّك دائمًا...
ونحبّ هذا الحلم يلمع في ربا عينيكِ 
يهطل مثل غيثٍ 
أو يطير كما العصافير الجميلة والحمامْ
ونحبّ إسمك يانعًا يبقى يذكّرنا 
بما ننساه عن معنى الأمومة
أمنا الأولى.. حواء أو إيڤا الكريمة 
لا تقولي إنّنا نحيا قليلًا... إنّما نحيا طويلًا 
في قلوب الأنقياء من الرجال أو النساء أو الكرامْ
والحبّ أكبر دائمًا... من كلّ أصوات القنابل والدمارْ
سنظلّ نذكر أنّ في هذا الزمان المرّْ
بشرٌ يغذّون المسير ويكرزون كما المسيحْ
يقدّمون حياتهم فوق الصليبْ...
يكفيهمُ شرف الدفاع عن الوداعة والوئامْ
*
مدّي يدًا تكفي 
لتهدم ما تبقّى من جدارْ
كي أراكِ بعين قلبي...
تضحكين وتسبحي فوق الغمامْ 

إلى: ايفا حمد