قصيدة جديدة تعانق النور للأسير كميل أبو حنيش

ترخي اشتداد سلاسلك

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / حنظلة

ترخي اشتداد سلاسلكْ

مازلتَ تحلم ... يا مكبل بالحديدِ

برسمها، بعيونها

ورنين ضحكتها الندية 

حينما كانت تجيء إليكَ

يانعةٌ تميسُ بقدّها 

فتفوحُ بالريحان كل خمائلكْ

كانت تبددُ عنك أكداس 

الهواجس والكوابيس التي 

تكتظُ في ذاك الزمان بداخلكْ

ولطالما أهدت اليك جنانها

وأريج سوسنها الزكيِّ

فينجلي أرقاً عظيماً

كان يثقلُ كاهلكْ

ولطالما عانقتها

ولثمت شهداً من ثمار شفاهها 

وغفوتَ فوق ذراعها ...

لتفيض بالحب الجميلِ سواحلكْ

***

والآن في هذا الغياب المكفهرُ

ستكتوي نار الحنين

ولوعة الفقدان تجتاح المدى

وتطاولكْ

تأتي اليك تسبحُ

فوق أجنحة الهيام 

إذا استشاط بك الهوى والشوقُ

والشغف القديم يسربلكْ

هبها أتتك فلا تخيِّب عشقها

ان رادتك بحلمك الفتان 

هاتفةً بحب : هيتَ لكْ

فألقي عليها ما تيسر من حنانكَ

من كلامك

علّها تهدي اليك رحيقها 

وهديل ضحكتها البتول

فتستعيد الحب في أزهى ربيع مراحلك

وارنو إليها دائماً بعيون قلبك

كلما نهشتك أنياب الزمان

وكلما اشتد الحديد وكبلك

ولتعتنقها ... كلما ضاقت بك الجدران

واعصر غيمها 

لتفيض أرضك بالغلال 

وينتهي عهد الجفاف ... لعلهّا ...

ترخي اشتداد سلاسلك

 

الأسير الأديب كميل أبو حنيش

سجن ريمون الصحراوي