كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

ما هنتِ ولا لنتِ يا ليان.

ليان كايد.jpg
المصدر / حنظلة

تقرير : دعاء الجيوسي.

بين نابلس وجنين تتناثر مجموعة من البيوت على سفح جبل فلسطيني عتيق تلامس أقدامه سهلا فسيحا يعمره ويمر به البشر منذ فجر التاريخ....وما بين السهل والجبل درجت ليان كايد أولى خطواتها في هذه الحياة التي قطعتها السجون على حين غرة.
في قلب سبسطية حيث عاش الفلسطينيون الأوائل يزرعون الحياة ويلوذون بالجبل عندما تدهمهم الخطوب يقبض بيت عائلة كايد على أحزانه فإحدى غرفه فارغة غادرتها شمس ذات صباح ولم تعد حتى اللحظة...وفي الغرفة الخالية هذه أكداس كتب علاها الغبار مستحضرات تجميل غابت اليد التي تنظمها وفي كل الزوايا ألم مقيم فليان خرجت ذات يوم إلى جامعتها وفجأة وبسادية فظة إنقلبت الحياة فأستبدلت غرفة بيت العائلة بزنزانة ضيقة في سجن الدامون وباتت ساحة القهر بديلا لملاعب الصبا ومدارج الأيام الخوالي حل القيد والقهر وفوهة القبر بديلا لوجه الحياة الذي لم يخلو من زهوره التي إعتدنا أن ينبتها زمان وجعنا بين مفاصل الصخر وهذا ما كان فقد نبتت إلي جوار زنزانة ليان أقحوانة حمراء إسمها خالدة وزنبقة عطرية إسمها ميس..وياسمينات فينقية هن ايليا وربا...و بينهن تعيش ليان زهرة شامخة وقنديل زيت نابلسي أصيل لا ينطفأ تضئ بالأمل محبسها تحرس أحراش الكرمل بروحها وتدندن في ساعات الصفا بملئ صوتها....إنا فراشات النار التي لا تحترق نحن بنات كنعان نجائب الخيل ونجمات الليل.

هوامش النص:
سبسطية: قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من مدينة نابلس على الطريق الذي يربطها بجنين.
ليان كايد: طالبة تدرس علم الإجتماع في جامعة بيرزيت إعتقلها الإحتلال بتاريخ 8-6-2020 على حاجز زعترة عندما كانت في طريقها للجامعة.
سجن الدامون: مبنى قديم شيده الإستعمار البريطاني في أحراش الكرمل كمستودع للتبغ وقد حوله الإحتلال لسجن للأسرى الفلسطينين.
خالدة،ميس، إيليا،ربا: أسيرات فلسطينيات يقبعن في السجن الدامون.