الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته في سجن ريمون يكتب

ما بين الكارثة والنكبة، بقلم الأسير الصحفي الرفيق منذر مفلح

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

ما بين الكارثة والنكبة - بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح - مركز حنظلة للأسرى والمحررين

رسالة للشعب الألماني، وشعوب العالم، والأحرار حول العالم

إننا كشعب فلسطيني -وليسمح الشعب الفلسطيني بالتحدث باسمه- وكإنسان، لأشعر بالأسف على ما حدث في خضم الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا "المحرقة"، الكارثة التي حلّت باليهود في أوروبا على يد النازيين، والذين يشكلون نسبة من الشعب الألماني، وليس الشعب الألماني كله نازي، وقد عبّر هذا الشعب عن رفضه للنازية وأفكارها وأفعالها، وكفر عنها، ولكن ليس على الشعب الألماني أن يشعر بالذنب، لأن الاستمرار بالشعور بالذنب، يجعل من الشعب الألماني رهينة في أيدي الحركة الصهيونية التي استخدمت أساليب النازية في قتل وتهجير الشعب الفلسطيني في العام 1948م واحتلال أرضه، والاستمرار بهذه الأساليب لتبرير الاحتلال وجرائمه تحت وطأة الشعور بالذنب.

فمنى يتخلص الشعب الألماني، وغيره من الشعوب بالذنب الذي يزود الحركة الصهيونية محرك عنصري لاستخدام أساليبها النازية ضد شعبنا الفلسطيني، فالصهيونية احتلت ولا زالت تحتل الشعب الفلسطيني وفلسطين تحت وطأة الشعور بالذنب، واستخدمت أساليب النازية حيث قرّر قادة منظمتي "ليمي والاتس" في العام 1948م، وبعد مذبحة "دير ياسين" التي راح ضحيتها العشرات وربما المئات، ألّا سبيل للتخلص من جثث الضحايا إلا بحرقها، حيث أكد الظابط "موشيه برزيلاي":
"صببنا ثلاثة اوعية نفط على ثلاثين جثة في الشارع الرئيسي للقرية وأحرقناها".(1)
في حين يروي "شمعون مونتينا"، أحد شهود العيان وعنصر من ليمي:
"اعتقدنا أن الجثث ستشتعل ولكن لا يمكن إحراق جثة في الهواء الطلق، فلقد بنى النازيون من أجل ذلك موقدًا خاصًا يشتعل بدرجة حرارة عالية جدًا."(2)

ولاحقًا تم ارتكاب عشرات جرائم القتل والحرق التي استعار فيهاةالمجرم الصهيوني، أسلوب غريمه النازي، كحرق الشهيد محمد أبو خضير حيًا،  عائلة دوابشة، وقائمة طويلة أخرى من الجرائم.

إن الصهيونية والتي اعتبرتها الأمم المتحدة عام 1975م شكلًا من أشكال العنصرية، لا تحتل فقط فلسطين وتمارس الجرائم بحق شعبها، بل تختطف اليهود تحت ذريعة التهديد والإرهاب من الكارثة، وتحت وطأة الشعور بالذنب، "فالكيان الصهيوني" هو المكان الوحيد في العالم الذي لا زال السياسيين فيه يهددون اليهود ويرهبونهم من إمكانية تكرار ذات المصير، لتختطتفهم بسياساتها، وتستخدمهم في بلورة النازي الجديد الذي يمارس ذات الأساليب بحق الفلسطيني في  وطنه.

بقلم الأسير الصحفي: منذر مفلح
سجن ريمون