الفدائي الذي حطم ورفاقه كل الحصون

الاسير حمدي قرعان

الاسير حمدي قرعان

اسمه: علي حمدي قرعان، من بلدة البيرة، إنه الفدائي الذي حطم ورفاقه كل الحصون، وأطلق بكاتم الصوت رصاصة فجرت رأس المجرم الصهيوني وزير السياحة رحبعام زئيفي سنة 2001.

هذا المناضل الفلسطيني الملتزم بفلسطين الكاملة، الذي تربّى في مدرسة فلسطينية علّمت الكثيرين منّا أنّ فلسطين غير قابلة للقسمة، فهي فلسطين الطبيعية والتاريخية الممتدة من رفح حتى الناقورة.

علي حمدي قرعان فلسطيني يعشق بلاده وينتمي إليها... علّمته الحياة أن يحيا ويقاوم... وعلّمته ضربة الجلاد، التي لا تميته، كيف تعطيه دفعة إضافية للتقدم إلى الأمام ومواصلة المشوار حتى بلوغ بر الأمان. ولأن علي قرعان انتمى باكراً إلى مدرسة ثورية فلسطينية قدمت كل ما تملك لفلسطين. مدرسة الشهداء غسان كنفاني، وديع حداد، غيفارا غزة وأبو علي مصطفى. ومدرسة الأحياء التي تتلمذ على أيدي قادتها الكبار الحكيم جورج حبش وأبو ماهر اليماني وآلاف مؤلّفة من أبناء الشعب الفلسطيني ومخيماته وبلداته ومدنه وقراه ومعسكراته في الداخل والخارج. ولأنها مدرسة الانتماء إلى كامل تراب فلسطين تعلّم هناك علي قرعان كيف يدقّ على جدران الخزان وكيف يعيد البهاء إلى وجه غسّان والنور إلى زمن غيفارا والإبداع إلى مدرسة الوديع. استشهد أبو على مصطفى خليفة الحكيم على رأس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فاهتزّت أرض فلسطين ومعها جوارها في الشتات، وخرجت جموع الشعب تودع القائد الذي أفنى عمره في النضال الوطني وعلى خطوط العمل القومي والأممي. كان الجميع مذهولاً بالمصاب الجلل، لكنه ورفاقه، جفّفوا الدموع وذهبوا إلى حيث يجب الذهاب. ذهبوا ليردّوا الصاع صاعين وليعدّوا العدة لتوجيه ضربة قوية وصفعة تاريخية لقادة كيان الإرهاب الصهيوني. فكان خيارهم موفّقاً يوم وضعوا رأس وزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي أوّل اللائحة.

جاء في قرار المحكمة الصهيونية التي حكمت على الأسير علي حمدي قرعان أن الأخير نفّذ اغتيال زئيفي عن سابق إصرار وترصد وبدون أدنى تردّد وأنّه لم يبدِ أسفه على ذلك، بل أبدى استعداده لإعادة القيام بمثل هذه العملية إذا توفرت له الظروف. أصدرت المحكمة قرارها بسجن قرعان بتهمة اغتيال زئيفي لمدة 125 عاماً. وقد علّق البطل قرعان على قرار المحكمة بقوله: «أنا أُتهم لأنني مارست حقا أساسياً بالدفاع عن شعبي في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وهو نفس الحق الذي تمنحونه لأنفسكم يومياً حينما تقتلون الفلسطينيين، أنا اتّهمكم بجرائم ضد الإنسانية بأسرها».