سناء سلامة لمركز حنظلة: الأسير زكريا الزبيدي قدم طلبًا للتبرع بنخاعه الشوكي "لأبي ميلاد"

زكريا الزبيدي وليد دقة.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكدت سناء سلامة زوجة الأسير القائد وليد دقة لـ "مركز حنظلة" بأن الأسير زكريا الزبيدي قد قدم طلبًا لإدارة سجون الاحتلال بالتبرع بنخاعه الشوكي للأسير المريض "أبو ميلاد".

جدير بالذكر أن الأسير زكريا الزبيدي من مخيم جنين، هو قائد عسكري فلسطيني سابق، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، وأحد أبطال عملية "نفق الحرية"، قدّم طلبًا لإدارة السجون للتبرع بنخاعه الشوكي للأسير المريض المصاب بالسرطان وليد دقة.

وفي وقتًا سابق قالت زوجة الأسير المفكر أبو ميلاد خلال تغريده لها عبر الفيس بوك، أنها أبلغت من الاحتلال بأنّ التشخيص النهائي لوضع وليد الصحي هو مرض التليف النقوي Myelofibrosis، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم.

وأضافت بأن العلاج دوائي وليس كيماوي، وبحسب استجابة الجسم للعلاج سيتقرر فيما إذا كانت هناك حاجة لزراعة خلايا نخاع.

وأشارت خلال حديثها لـ "مركز حنظلة"، خلال الأيام الماضية، بأنها تواجه صعوبة في توفير نوع العلاج "لأبي ميلاد" لأنه بحاجة إلى إجراءات، وهذا الدواء لا يتوفر في الصيدليات كباقي الأدوية، ونحن بصدد تقصير هذه الاجراءات التي نواجه بها الصعوبة.

وأوضحت، بأن عائلة المفكر وليد تضغط من البداية على الاحتلال، لتوفير العلاج الازم "لأبي ميلاد"، ولم يبدي الاحتلال بقرار الرفض أو القبول، ووصفت هذه القضايا بالإجرائية والتي تحتاج وتستنفذ وقتٍ طويل.

ولفتت سناء دقة في حديثها لـ "مركز حنظلة"، بأن الوضع الصحي الذي يمر به وليد قد شارف على أكثر من (60 يومًا) وتم تشخيص المرض بشكٍل نهائي، لكن هذا التشخيص أخذ وقتًا أكثر من المعتاد.

يشار إلى أن "أبو ميلاد" يواجه صعوبة في تلقي العلاج لمرضه؛ لأنه بحاجة إلى علاج وهذا العلاج يحتاج إجراءات لتوفيره لأنه لا يتوفر في الصيدليات كباقي الأدوية.

من هو الأسير المفكّر وليد دقة:

ولد الأسير دقة بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني من العام 1961، لأسرةٍ فلسطينيّة تتكوّن من ستّة أشقّاء وثلاث شقيقات، في باقة الغربية. وتعلّم في مدارس المدينة، وأنهى دراسته الثانوية فيها، ولمّا لم يحالفه التوفيق في إكمال تعليمه والالتحاق بالجامعة، انتقل إلى العمل في إحدى محطات تسويق المحروقات.

اعتُقِل وليد برفقة مجموعة من الأسرى، وهم: إبراهيم ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة. وجرى اتهامهم باختطاف الجندي "موشي تمام" وقتله من مدينة "نتانيا" في أوائل عام 1985، وحكم عليهم بالسجن المؤبّد مدى الحياة.

يعتبر وليد دقة أحد عمداء الأسرى داخل سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ 25 مارس/ آذار 1986م، ويقضى حكمًا بالسجن المؤبد. وهو يُعاني من عدّة مشكلات صحية، ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوص اللازمة له أو عرضه على طبيب مختص، كحال سائر الأسرى في المعتقلات الصهيونيّة حيث المعاناة من سياسة الإهمال الطبي.

تمكّن الأسير دقة من الحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعد أبرز مفكري الحركة الأسيرة، وله عدّة مؤلفات وبحوث مهمة أبرزها "صهر الوعي"، كما يعد شخصية متميزة بين كافة الأسرى، كما شارك وقاد الكثير من المعارك النضالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعًا، عن منجزاتها ومكتسباتها، ويعتبر وليد من الكتَّاب المتمرسين في المقالة السياسيّة ومن محبي المطالعة والرياضة.

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، وتعرّض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيليّة على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما وواجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي، وهو محكوم بالسجن المؤبّد، وفي عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، ورُزق في عام 2019 الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة".