بيان صادر عن منظمة الجبهة فرع السجون بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية

فرع السجون: نحذر من تصعيد وانفجار داخل السجون إسناداً للقدس

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

بيان صادر عن منظمة الجبهة فرع السجون بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية

فرع السجون: نحذر من تصعيد وانفجار داخل السجون  إسناداً للقدس

 

يا جماهير شعبنا الباسل..

جماهير شعبنا في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين

من قلب ساحات وقلاع الأسر نوجه لكم أعمق وأحر تحياتنا الثورية المشفوعة بقسم الوفاء للشهداء ولفلسطين أرضاً وشعباً وهوية بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كفصيلٍ ثوريٍ مناضلٍ تكللت مسيرته النضالية الطويلة بآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى والتضحيات الجسام، والذي كان له شرف التصدي ومجابهة المشروع الصهيوني منذ  البدايات الأولى للنكبة حيث بدأت الجبهة مسيرتها في خمسينيات القرن الماضي من خلال كتائب الفداء العربي مروراً بحركة القوميين العرب، وصولاً لانطلاقة مارد الفعل والثورة والعطاء من تحت أنقاض نكسة عام 1967 متمثلاً بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي سطرت طوال نصف قرن من الزمان أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية في كافة محطات الثورة وفي مختلف ساحات الوطن وفي قلاع الأسر، فكان قادتها وكوادرها وأبنائها خير ملهم ونموذج للعمل الثوري المقاوم، وفي المواقف السياسية التي لا تعرف المساومة أو التراجع.

يا أبناء شعبنا العظيم

تأتي هذه المناسبة في ظل عدد من التطورات السياسية والإقليمية والوطنية، فعلى صعيدنا الوطني الفلسطيني تأتي هذه المناسبة في ظل تطور خطير سينعكس تبعاته على العالم كله، وهو قرار الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب" بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني المزعوم، وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة. وقد ألقى هذا القرار الأمريكي الخطير بظلاله السوداء على المشهد الفلسطيني، والذي ما زال يعاني من عقبات وعراقيل على كافة الأصعدة تحول دون إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة وإنهاء هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا، لكي يتفرغ لمجابهة العدو الصهيوني الذي يمعن في ممارسته العدوانية بحق شعبنا من مصادرة وتهجير وقتل واعتقال وتدمير بيوت وتضييق الخناق على شعبنا واحتجاز حريته، والاستمرار في حصار غزة.

ونحن في الجبهة الشعبية منظمة فرع السجون ومعنا جميع الأسيرات والأسرى في قلاع الأسر إذ نتابع عن كثب تطورات هذا القرار الأمريكي الخطير، فإننا نتوجه بخالص التحية والاعتزاز والفخر والتقدير إلى جماهير شعبنا الباسلة والتي انتفضت في الوطن والشتات ونخص بالذكر منهم عشرات الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى كل الأحرار في العالم العربي والعالم الذين نزلوا للشارع فإننا نؤكد على التالي:

1)      إن القرار الأمريكي يشكّل جريمة امبريالية جديدة ضد شعبنا تماثل جريمة وعد بلفور، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الرد الشعبي والوطني والفصائلي والأذرع العسكرية بحجم ومستوى هذه الجريمة الكبرى. ونحن في منظمة الجبهة بالسجون ومعنا عموم الحركة الأسيرة نحذر من تصعيد وانفجار داخل قلاع الأسر انتصاراً للقدس.

2)      ندعو لتفعيل كافة أشكال النضال على مختلف الجبهات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والكفاحية لمحاصرة العدو، ومواجهة القرار الأمريكي، والتوقف فوراً عن التعاطي فوراً مع المشاريع الأمريكية الصهيونية ولا سيما "صفقة القرن" المرتقبة، والتي تعد نسخة متكررة من مسلسل المشاريع الأمريكية والتي تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية.

3)      إن القرار الأمريكي لن يستطيع أن يغير ويؤثر على رمزية ومكانة مدينة القدس كعاصمة أبدية لدولة فلسطين.

4)      إن هذه التطورات الخطيرة يجب أن تكون محفزاً لنا لتصعيد انتفاضتنا واشتباكنا المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني، ومحطة لمراجعة المرحلة السابقة التي مرت بها القضية الفلسطينية وعموم الحركة الوطنية الفلسطينية، بما فيها قيام القيادة الفلسطينية بسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وبإلغاء اتفاقية أوسلو وبوقف التنسيق الأمني ووقف المراهنات على عملية التسوية والمفاوضات، والالتزام بقرار الإجماع الوطني.

5)      ندعو لإنجاز مصالحة وطنية شاملة تؤدي لاستعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات شعبنا وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية وتعزيز صمود شعبنا خصوصاً في مدينة القدس، وتصعيد كفاحنا الوطني وصولاً لانتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين، فالوقت لا يسمح للمزايدات والتناقضات الحادة. وفي هذا السياق ندعو السلطة لإنهاء الإجراءات العقابية المفروضة على القطاع.

6)      نرفض وبشدة المواقف التي لا تخدم سوى الاحتلال واستمراره في تهويد الأرض وإمعانه في إذلال شعبنا، ومن بينها التصريحات التي تحرض على سلاح المقاومة فهو ينطوي على جريمة وخيانة بحق شعبنا في مقاومة الاحتلال وتجاهلاً لما يجري على الأرض.

جماهير شعبنا الصامد،،،

تأتي هذه المناسبة وما فتئت الإدارة الأمريكية الجديدة التي يرأسها " دونالد ترامب" تقرع طبول الحرب، وتؤجج الصراعات وتزرع الكراهية والعنصرية بين الشعوب، بهدف الهيمنة على العالم والسيطرة على مقدرات الشعوب، ولا زلنا نشهد الحروب والمجاعات والهجرة غير المسبوقة، والأفكار وتمركز رأس المال المعولم في أيدي قلة وغيرها من المآسي ما يؤكد على ضرورة العمل على تعاضد الشعوب وتضامنها لمكافحة هيمنة الامبريالية العالمية والقوى المتحالفة معها للإطاحة بالرأسمالية العالمية، وبما يؤدي إلى سيادة ثقافة مجتمع إنساني جديد.

وعلى صعيدنا العربي ما زالت الساحة العربية في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا تشهد استمرار لنزف الدماء، وفي هذا الإطار فإن الهزيمة المدوية لتنظيم "داعش" الظلامي هي انتصار لإرادة الشعوب العربية، وإصراها على بناء الدولة الديمقراطية وخلاصها من الدولة الاستبدادية وانعتاقها من التبعية، ولا يسعنا إلا أن نعبّر عن تضامننا العميق مع شعوب أمتنا العربية التي تنشد الحرية وتطالب بحقوقها المشروعة في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية.

يا جماهير شعبنا الباسل،،،

ونحن في قلاع الأسر نعتبر أنفسنا شركاء في الدم والقرار ونخوض معكم بقلوبنا وصرخاتنا معركة القدس الحاصلة، فإننا نجدد دعوتنا لأبناء شعبنا بألا ينشغلوا بمعركة على حساب معركة إسناد الأسرى، باعتبار أنها جزء لا يتجزأ من نضالنا الوطني ضد الاحتلال، ولذلك ندعو لتكثيف الفعاليات المساندة للأسرى في نضالهم ضد ممارسات مصلحة السجون الفاشية إلى جانب انتفاضتهم من أجل القدس والأرض والحقوق. وفي هذا السياق نحيي فصائل المقاومة ونثمن جهودها وندعوها للعمل على إنجاز صفقة تبادل أسرى مشرفة تفضي لتحرير كافة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، والعمل على فضح جرائمهم بحق الأسرى طوال العقود الماضية.

عاشت القدس حرة عربية...المجد والخلود لشهداء شعبنا وثورتنا وأمتنا...والشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى...والنصر لشعبنا المقاوم....وإننا حتماً لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

منظمة فرع السجون

11/12/2017