بعد العملية الإرهابية في سيناء شمال مصر

السيسي يتوعد بالثأر ...؟؟ بقلم الأسير شادي الشرفا

المصدر / خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

بعد العملية الإرهابية الإجرامية في شمال سيناء والتي ارتكبها متطرفون أصوليون توعد السيسي(بثأر)للضحايا.

اسمحوا لي أن أقول: أن من أبجديات من يفهم بالسياسة ألاّ يستخدم مصطلح ثأر فهذه ليست قضية عشائرية وقبلية متخلفة، إنما هي قضية سياسية واقتصادية واجتماعية بالأساس، علاوة على أنها قضية إنسانية وأخلاقية ولا يليق برئيس دولة كبرى مثل مصر أن يُعّبر عن عقلية وفهم بداوة لا تمت بصلة بالقرن الحالي.

كما لا يمكن علاج الإرهاب الأصولي عبر الثأر يا ريّس، فالخيار ليس عصا سحرية للحل وبالكاد يكون على هامش الحل. الأجدر أولاً أن تجيب ولو بقليل من المصداقية عن الأسئلة التالية :

  1. الثأر مِن مَن ؟ من أبناء شعبك الذين تركتهم أنت ونظامك على مدار حوالي 40 عاماً دون تعليم... دون تحتية... دون اهتمام وشجعتهم أن يبنوا جامعاً تلو الجامع بديلاًعن بناء المدارس.
  2. الثأر مِن مَن؟ ممن تغذى على الفكر الأصولي الذي تورثه نظامك من الوهابية التي تتكئ عليها؟
  3. ماذا تتوقع عندما تحجب التنمية والديمقراطية عن قطاع واسع من شعبك ؟
  4. ماذا كنت تنتظر بعد اعتماد نظامك سياسة التهميش الممنهج ضد طبقات الشعبية الفقيرة ؟
  5. كيف برأيك سيكون نتيجة أن تجعل من سيناء ملجأ للمجرمين وللإرهابيين الفارين من العدالة على مدار عشرات من السنوات؟.
  6. أليس نظامك من احتضن الأصولية وتحالف معها واستمالها منذ حكم مبارك؟
  7. أليس نظامك هو من أقصى أغلب المتنورين والمثقفين والشيوعيون والأكاديميين ولاحقهم وعذبهم في سجونك سيئة الصيت والسمعة، وفي المقابل فرش البساط لانحراف قطاعات واسعة نحو الأصولية والتطرف ؟
  8. أنسيت أن نظامك قد وقع اتفاقية كامب ديفيد المشينة والتي جردتك من سيادتك الفعلية العسكرية والأمنية والاقتصادية عن سيناء؟
  9. ألم يهرول نظامك للحضن الأمريكي عبر "تل ابيب" فاعترف ب"إسرائيل" واعتمد مبدأ الاقتصاد الحر باعتباره مقدساً لمن فتح الأبواب لامتصاص دماء شعبك ووسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟
  10. وألن تكن سيناء دوماً على الهامش في كافة مشاريع سياسة وحكومة المتعصبة مما أعاق التطور الطبيعي لها ؟

 

رسالتنا إلى الشعب العربي المصري أن يستيقظ لأن تحالف نظامه مع مثلث الخراب (أمريكا – اسرائيل –الخليج ) يشكّل سكين في خاصرة مصر التي لا نريد لها سوى الخير . فهذا المثلث هو الممول والداعم الرئيسي للعصابات المسلحة في سيناء كما في سوريا والعراق

فاحذر أيها الشعب  من مشروع تقسيم مصر الذي سينتهي باقتطاع سيناء وفصل شمال مصر عن جنوبها.

وكلمتي الأخيرة أن قلبي يحترق على مصر وعلى الضحايا الأبرياء في سيناء من هذا الهجوم البربري الجبان، ودعك يا ريّس من خطاب الثأر والانتقام فدم الضحايا ملطخ على يديك، وعلى أيدي نظامك الذي  ارتهن للأمريكي وصار الدور التاريخ لمصر ... أم الدنيا .