شادي الشرفا من أبرز قيادات الحركة الأسيرة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

الدولة "الديمقراطية" عدوها الديمقراطية بقلم الرفيق الأسير شادي الشرفا

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

دولة الكيان الصهيوني هي الدولة "الديمقراطية" الوحيدة في الشرق الأوسط, هذا صحيح مجازاً إذا استثنينا الفلسطينيين الذين يعيشون في كنفها, فهي لا تخجل في تعريف نفسها بأنها دولة يهودية – ديمقراطية, أي تقديم القومية المفترضة على الديمقراطية التي تشمل اليهود وحدهم.

إن الجدل والتناقض بين اليهودية والديمقراطية مسألة تطول شرحها لا يسعني الخوض بها في هذا المقام... لكني أود أن ألفت النظر إلى أنها (الدولة العبرية) تقدم نفسها أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط, أو الواحة الديمقراطية الوحيدة في هذه الصحراء الدكتاتورية, لذا فإنها تفعل المستحيل لبقاء الوضع على هذا الحال... أي أنها تُسَخِر كل إمكانياتها بشكل مباشر وغير مباشر لمنع إقامة ديمقراطية أُخرى في المنطقة, والأمثلة لا تُعد ولا تُحصى على تدخلها وانتهاكاتها لسيادة الدول القطرية العربية, فتارةً تدق الأسافين بين التيارات المختلفة في البلدان العربية, وتارةً تمول دعاة الانفصال والتشرذم, وتارةً أُخرى تسلح العصابات الإرهابية وغيرها.

وحتى فلسطينياً, فهي تنتقد خطوات المصالحة وتضع شروطاً تعجيزية لقدومها, وتقوم بكل ما يلزم لعدم إجراء انتخابات فلسطينية, بل وتعتقل في سجونها النواب ولعل أبرزهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق القائد أحمد سعدات والرفيقة النائب  خالدة جرار وغيرهم من النواب, مما يؤدي إلى تعطيل عمل التشريعي.

طبعاً لا ننفي قبيلة آل فتح وقبيلة آل حماس من مسؤولياتهم لتعطيل المصالحة والتهرب من الاستحقاق الانتخابي, لكن أيضاً فإن لدولة الاحتلال دوراً بالغ الأهمية في ذلك.

وأخيراً, أسترشد بأحد أبرز المفكرين الصهاينة على قاعدة "شَهِدَ شاهِدٌ من أَهلِها" والذي قال: (إن أبرز عدو يجب أن تخشاه إسرائيل لهو "نظام ديمقراطي عربي") ويضيف بأن: (دولة ديمقراطية عربية واحدة ستهدد الوجود الإسرائيلي أكثر من ترسانة الصواريخ المعادية المحيطة, لذا على إسرائيل أن تفعل ما بوسعها بشأن أي تحول ديمقراطي في المنطقة).

إن الخطر الكامن في النظام الديمقراطي هو ما يفرضه هذا النظام من ضرورة الانصياع لرغبات الشعوب, وبما أن الكيان وقادته يدركون استحالة قبولهم على هذه الشعوب, فإنهم سيرفضون دوماً الارتهان إلى هذه الإرادة.