شيخ المعتقلين

الشهيد القائد محمد رجا نعيرات ( أبو رفعت)

أبو رفعت (شيخ المعتقلين)
المصدر / سجل الخالدين

استشهد الماء .. ولم يستشهد الندى 
استشهد الصوت ولم يزل يقاتل الصدى 
وأنت ... أنت بين الندى والصدى 
نسراً يحلق حتي آخر المدي .... 

 

الرفيق المناضل محمد رجا نعيرات (أبو رفعت) أحد مؤسسي الجبهة وجناحها العسكري عام 1967 والذي أمضى في سجون الاحتلال 23 عاما
وتوفي نعيرات في مسقط رأسه ببلدة ميثلون شرق جنين إثر صراع مع المرض استمر 10 سنوات
وقد شيع الآلاف من أنصار الجبهة وقيادتها وأبناء محافظة جنين والوطن المناضل أبو رفعت، كما ألقيت الكلمات من القوى الوطنية والإسلامية وحركة فتح وحركة حماس والجبهة الشعبية من قبل الرفيق ناصر أبو عزيز عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي أكد على المضي قدماً نحو تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها الشهيد أبو رفعت
كان الأكبر سنا في كافة المعتقلات، رغم ذلك كان قوياً ذو مراس وروح مرحه، فأحبه الجميع وكان قدوة يحتذى به بالصلابة والتواضع والتفاني والإخلاص والانتماء الحقيقي للوطن وعندما الم المرض بالشيخ ، اتخذه الرفاق جميعاً أباً، وقاموا برعايته بأدق التفاصيل الشخصية لسنوات وعلى رأسهم الشهيد القائد رائد نزال، الذي عندما أصيب أبو رفعت بمرض "الزهايمر" المرافق للشيخوخة.. نسي أبو رفعت معظم الناس إلا رائد ظل ماثلا في مخيلته.... كيف ينسى من أسقاه وأطعمه وقضى حاجته وهو يغني له فرحا كما تغني الأم لطفلها الرضيع
كان أبو رفعت أقوى من مرض "الزهايمر" في دماغ الشيخ، عندما تحرر أبو رفعت من الأسر كان "الزهايمر" قد نال منه كثيرا، وفي حفل الاستقبال، كان ما لا يقل عن مائة شخص جالسين ومنهم من كان من أعز أصدقائه ومن اقرب المقربين له وهو صامت لا يعرف أحدا حتى جاءت شقيقة رائد للسلام عليه وعندما سمع اسمها الكامل، فرح كطفل وطوال ساعتين يتحدث ويسأل عن "أبو النزال" وسجنه بأدق التفاصيل، فكيف ينسى الشيخ دماء الشاب المتوقد الذي ضخ في عروقه الدفء والحنان والمحبة والإخلاص كما لو أن "أبو رفعت" عاد إلى بطن أمه
لقد بكى أبو رفعت عندما سمع باستشهاد رائد، ترى أي نوع من الدموع تلك التي بللت وجه الشيخ ؟
لا يعرف أحد الإجابة أو أن يجيب، سوى رائد نفسه