حكاية أسير

الأسير القائد بلال كايد تجربة اعتقالية فريدة قهرت السجان

المصدر / خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

اعتقل الأسير القائد بلال كايد بتاريخ 14/12/2001، على اثر مشاركته بالفعل المقاوم في إطار الجهاز العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث نشط فيه وكان من أبرز الفاعلين.

تعرض لتحقيق قاسي وطويل استمر لشهرين صمد خلالها ولم يتمكن الاحتلال من الحصول على أي معلومة منه، قُدم على اثرها لائحة اتهام ضده، وصدر حكم بالسجن عليه 14 عاماً ونصف، ولاحقاً أضيف لهذا الحكم ستة أشهر أخرى ليبدأ مرحلة نضالية جديدة داخل معترك الأسر التي كانت مع بداية عام 2002 في ظل هجمة شرسة شنتها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى، من منع للزيارات العائلية، وقيامها بسلسلة تنقلات ومداهمات واعتداءات يومية على الأسرى، لتتصاعد بعد اجتياح المدن الفلسطينية وتزايد أعداد الأسرى في السجون.

  • مرحلة الاعتقال الأول والتنقلات:

بدأ الأسير بلال تجربته الاعتقالية بعد التحقيق معه في سجن مجدو، لينضم إلى منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين داخل السجون، ويتجاوز أزمة التأقلم التي يعاني منها كل أسير جديد، وينسجم مع الواقع، ويدرك بأن الأسر محطة نضالية من الضروري أن يتم التعامل معها على قاعدة افشال هدفيتها.

شارك بالعمل التنظيمي والثقافي وامتلك خبرة فيها وتحول إلى حالة فاعلة بحكم ميزته وشخصيته؛ فهو الاجتماعي وصاحب القدرة على التواصل مع الآخرين، والفاعل والحيوي بالأنشطة والفعاليات التنظيمية والثقافية.

لم يمكث طويلاً في سجن "مجدو" بعد قضائه فيه أكثر من عام حيث تم نقله إلى سجن "هداريم"، وبعد عدة أشهر نقل مرة أخرى إلى سجن "جلبوع"، حيث برز حينها بوصفه كادر فاعل نشيط وحيوي، ويطور إمكانياته، ويساهم في الحياة العامة، ويشارك بالتصدي لسياسة إدارة مصلحة السجون التي تصاعدت حينها، ليكون عضواً في الحوار الوطني الدائر ما بين القوى الوطنية والإسلامية فيما يتعلق بخطوة الاضراب المفتوح عن الطعام التي شارك بها عام 2004.

تنقل خلال هذه السنوات بين عدة سجون من "جلبوع " إلى "رامون" إلى "بئر السبع" و"عسقلان" و"نفحة"، ونقل مرة أخرى عام 2012 إلى سجن "مجدو" والذي ظل به ثلاث سنوات، مساهماً فاعلاً باستقبال الأسرى الجدد ورعايتهم ودعمهم وكان أبرز الكادرات الاعتقالية في السجن.

تعرض للعزل في شهر آب عام 2015، حيث نقل خلالها إلى عزل "عسقلان" ثم إلى عزل "بئر السبع"، وأخيراً إلى عزل "سجن رامون" حيث يقبع هناك .

كان قد توفي والده قبل عزله، ولم يتسن له أن تتكحل عيناه برؤيته قبل وفاته.

  • مشاركاً وفاعلاً في إنجازات الحركة الوطنية الاسيرة ضد إدارة السجون:

شارك بلال بالنقاش والحوار في الاعداد لإضراب عام 2004 والذي استمر 18 يوماً، وبرز في مبادرته بالإعداد لخطوات نضالية بين أعوام 2004 /2011 ضد سياسة إدارة مصلحة السجون، وسعى سوياً مع رفاقه إلى الارتقاء بواقع الاسرى، وتطوير أداء المؤسسة النضالية للأسرى ضد مصلحة السجون وممارساتها الاعتقالية، وهذا ما جعله هدفاً دائماً ويتلقى العقوبات من قبل إدارة مصلحة السجون.

مثّل اللجنة الوطنية في أكثر من سجن، حيث شارك في الاعداد لخطوة نضالية نظمتها منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال لمقاومة سياسة العزل الانفرادي، وعزل الأمين العام للجبهة الشعبية القائد أحمد سعدات، والقيادي في الجبهة الشعبية عاهد أبو غلمى، وصولا ًإلى الإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام في شهر أيلول 2011 الذي استمر 21 يوماً، والذي شارك فيه.

وعلى اثره عانى الرفيق بلال من أوجاع صحية صعبة بالرأس والمعدة وبقي لعدة أشهر يتألم ويتعذب، وتعرض لسياسة الإهمال الطبي، حيث تمت المماطلة في تشخيص حالته، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة، ورغم ما عاناه الرفيق لم يتردد ولم يتوانى بالدفع باتجاه المشاركة في اعداد إضراب آخر من أجل الأسرى المعزولين، وزيارة اسرى غزة التي منعت على مدار ثلاث سنوات متواصلة.

ساهم بالحوار الوطني الدائر والذي تمخض عن الاتفاق لخوض الاضراب في يوم الأسير ( 17-4-2012) والتي اطلق عليها (معركة الكرامة) والتي استمرت 28 يوماً والتي لم تكن الأخيرة لبلال، فشارك على مدار السنوات اللاحقة بخطوات نضالية نظمها الأسرى من إضرابات متقطعة واحتجاجات؛ ليخوض اضرابا مفتوحاً عن الطعام عام 2015 استمر لعدة أيام في سجن "مجدو" احتجاجاً على منع الأسرى من الزيارة؛ ليعلن عن اضراب مفتوح عن الطعام عند نقله للعزل الانفرادي اضاً استمر لعدة أيام.

  • العزل الانفرادي:

سياسة العزل الانفرادي كانت محفز رئيسي لاضراب 2012 عادت واتسعت نطاقها حيث تم عزل أكثر من عشرين أسيراً وبلال كان أحدهم، إذ دخل قرار عزله في شهر آب 2015 ونقل إلى عزل سجن عسقلان حيث شروط الحياة سيئة، والزنازين ضيقة جداً.

حكم عليه بالعزل لمدة ستة أشهر ، نقل بعدها بعد عدة أشهر إلى عزل سجن "بئر السبع"، مددت في شهر شباط مرة أخرى، وأخيراً تم تحويله للاعتقال الإداري واستمراره بالعزل في سجن " رامون" بعد انتهاء فترة محكوميته بتاريخ 13-6-2016. وهو ما يعتُبر سابقة خطيرة.

على اثر ذلك اتخذت منظمة فرع السجون سلسلة خطوات لانهاء عزله، ردت عليها قبل إدارة مصلحة السجون بفرض العقوبات والمداهمات على الأسرى.

*الإداري سيف مسلط على رقاب المنضالين:

تم تحويل بلال بتاريخ 13-6-2016 الى الاعتقال الاداري وبهذا يعتبر من الحالات النادرة التي يتم تحويلها للاعتقال الإداري بعد قضاء 14 عاماً ونصف في الاسر.

وبمجرد إعلامه بتحويله للإداري بعزل " رامون" بدأ بلال بخوض اضراباً مفتوحاً عن الطعام، بتاريخ 14/6/2016 وسانده رفاقه في منظمة فرع السجون بالإضراب يومين 14 و15، واعلنوا عن برنامج نضالي سيتوج بدخول أكثر من 300 اسير للاضراب المفتوح عن الطعام، وواجهت إدارة مصلحة السجون هذا التوجه بالعقوبات ورفض المطلب بالإفراج عن بلال الذي يخوض اضراباً من أجل الحرية والدفاع عنها.

وللرفيق بلال اهتمامات ثقافية وفكرية وسياسية ويعد من الحالات الثقافية الفاعلة في الأسر وله كتابات مختلفة، وأصدر عدداً من الكتابات ستأخذ طريقها إلى النور قريباً.