"الجنرال العجوز".. أسير أثقله المرض ينتظر الحرية!

المصدر / فلسطين المحتلة_وكالات

"شيخ الأسرى" أو "الجنرال العجوز" كما يحلو لرفاق الأسر أن يطلقوا عليه، فهو أكبرهم سنا وقد بلغ مرحلة متقدمة من العمر وتجاوز السبعين عاما، بست سنوات وما يزال يحلم بالحرية.. إنه اللواء فؤاد الشوبكي المسؤول المالي السابق في جهاز الأمن العام والمستشار المالي السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات.

تعرض الشوبكي "أبو حازم" المولود في غزة منذ لحظة اعتقاله عام 2006 لانتهاكات جسيمة ومعاملة لا إنسانية وأخضع لتحقيق قاس ولصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي وأودع في زنازين وتنقل بين سجون عدة أبرزها المسكوبية وعسقلان وهداريم إلى أن استقر في معتقل النقب الصحراوي.

وقال نجله الأكبر حازم في حديث لمراسل "معا": "والدي قضى 14عاما في سجون الاحتلال وسجون السلطة والكل يعرف أن جميع التهم الموجه له بشأن السفينة "كارين A " واهية ولا أي أساس لها من الصحة لا من قريب ولا من بعيد".

واضاف ان والده يعاني ظروفا صحية صعبة نظرا لكبر سنة بالإضافة لإجرائه مؤخرا عمليات في بطنه وأصبح لديه مضاعفات وإجراء عملية بروستاتا بالإضافة إلى وجود جفاف بالعينين والضغط الذي يعاني منه.

وأشار إلى أن والده يعيش في سجون الاحتلال ظروفا قاسية دون مراعاة لكبر سنه وحالته الصحية متدهورة دون توفير الحد الأدنى من احتياجاته الطبية والأدوية مما فاقم من معاناته وأدى إلى استفحال الأمراض في جسده المنهك والمثقل بالهموم والأوجاع .

وناشد نجل شيخ الأسرى الفلسطينيين مجددا المؤسسات الحقوقية والدولية التحرك لفك أسره وجميع الاسرى في السجون الاسرائيلية، كما ناشد السلطة الفلسطينية التحرك في محكمة لاهاي للإفراج عن والده.

وقال حازم إنه يزور والده الأسير في سجن النقب الصحراوي في السنة مرة واحدة فقط دون معرفة الاسباب من قبل سلطات الاحتلال.

بدوره، قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة:" إن الشوبكي رجل تعرفه فلسطين وقائد تشهد له الساحات المختلفة وعلم من أعلام الثورة الفلسطينية واسم لمع في سماء فلسطين فحفظته الأجيال المتعاقبة".

وأضاف فروانة لمراسل "معا" :" الشوبكي جنرال عجوز يستصرخ ضمائر الضباط والجنود، وأسير كهل انهكته السنين واثقلته الأمراض وأبكته المأساة وهو بحاجة الى وضع حد لمعاناته وضمان انتزاع حريته من أنياب السجان ليعود الى أهله وأحبته وشعبه قبل أن يخطفه الموت".

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت شيخ الاسرى في الرابع عشر من مارس عام 2006 عقب اقتحام سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية والذي كان يخضع لحماية بريطانية أمريكية، كما اعتقلت معه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وأربعة من نشطاء الجبهة الذين أدخلوا السجن ذاته عقب تنفيذ الجبهة لعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي عام 2001 .

وكان الشوبكي وسعدات وغيرهم أودعوا في سجن أريحا بناء على اتفاق رام الله في يناير من العام 2002، مقابل عدم التعرض لهم وفك الحصار عن الرئيس الراحل ياسر عرفات وابتعاد قوات الاحتلال عن مبنى المقاطعة في رام الله، ووقع الاتفاق كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وخضع الشوبكي للتحقيق من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي المختلفة و أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما بالسجن على الشوبكي لمدة 20 سنة بتهمة المسؤولية عن جلب أسلحة للمقاومة الفلسطينية إبان "انتفاضة الأقصى" وتمويله لسفينة الأسلحة المعرفة باسم "كارين A" التي ضبطتها بحرية الاحتلال في عرض البحر الأحمر في الثالث من يناير 2002.

والشوبكي من مواليد مدينة غزة التحق منذ نعومة أظفاره في صفوف حركة فتح مع بداياتها وعمل ضمن مجموعاتها المقاتلة وبقي في قطاع غزة مطاردا حتى بعد احتلال إسرائيل للقطاع عام 1967.

وشارك في معارك الثورة الفلسطينية في الأردن ولبنان ثم غادر إلى تونس وكان عضوا بالمجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية والمسؤول المالي في قوات الثورة الفلسطينية وحركة فتح.

ومع قدوم السلطة في العام 1994، عاد الشوبكي إلى أرض الوطن قادما من اليمن وتولى مسؤولية الإدارة المالية العسكرية عام 1995.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني موزعين على نحو 22 سجنا ومركز توقيف في ظروف لاإنسانية ومخالفة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.