51 عامًا والفكرة ما زالت متوهّجة..

منظمة الشعبيّة في السجون: غسّان كنفاني أوجد الإجابات لكلّ الأسئلة التي توصلنا إلى فلسطين

غسان كنفاني.jpg

خاص_مركز حنظلة

أصدرت منظّمة الجبهة الشعبيّة في سجون الاحتلال الصهيوني، بيانًا لها في الذكرى الواحدة والخمسون لاستشهادِ الأديب وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين غسّان كنفاني وابنة شقيقته لميس؛ بتفجير سيارته في منطقة الحازميّة قرب العاصمة اللبنانيّة بيروت عام 1972.

وقالت المنظمة في بيانها الذي نشره "مركز حنظلة"، إنّه "في كلّ عام، تعودُ الجريمةُ ليطلَّ المجرمُ برأسه، وبالمعنى ذاته مرتكبًا جريمته مرّةً تلو الأخرى بحقّ شعبنا، وكلّ الشّعوب العربيّة على بقاع مدننا وعواصمنا العربيّة، فيحدثُ الانفجار، ونتلقّفُ الصدمة من الدوي المرعب لتتناثرَ الأشلاء، ويسيل الدم، ليذكرَنا بموعدنا السنوي الذي لا يتأخّرُ مع غسان كنفاني ؛ موعدٌ ضرب لنا منذ عقود، أكّد فيه أنّنا سنبقى على الموعد ذاته نلتقي لنخطَّ بدمه وثيقةَ الإدانة للمجرم، ولنبقى نخطُّ عهد الشهداء بالدم، وقسم الثأر لذات الدماء لتتوهّج، وترسم لنا الدرب على ألا نحيد... ألا ترتجفَ أقدامنا في خضمّ معركة الصمود أمامَ المجرم الصهيوني، وألا تهتزَّ أيدينا وتخطئ الزناد، وألا تزيغَ أعينُنا عن المهداف الذي يشيرُ إلى درب النضال نحو فلسطين، وألا تسقطَ الفكرة، وتبقى متوهجة، تتوهج بتوهج الدم الذي يحصننا وينقل الرسالة من جيلٍ لآخر".

وأضافت المنظمة: "كيف يمكنُ أن نحيد، والدم يعود متدفّقًا في الذكرى من كلّ عام، وكيف يمكن أن نخونَ الفكرة والقضيّة والنهج والدم، والأشلاء ما زالت بين ظهرانينا. فخائنٌ من يدرك الفكرة ويتغاضى عنها. لقد أدركنا غسّان بقلمه، وخَطّ لنا الدرب والحاضر والمستقبل، وبدمه أوجد لنا الإجابات لكلّ الأسئلة التي توصلنا دومًا إلى فلسطين الفكرة والقضيّة والوطن والأرض".

وأكَّدت المنظمة، أنّ "فلسطين لن تموت، فقد كان غسّان الفادي لها؛ وستبقى ذكرى غسان تعودُ كلَّ عامٍ تذكرنا، وستبقى تعود وتزهر؛ لأنّ ألوف الشهداء يتوهّجون أوفياء للفكرة، وينيرون الدرب، ويحفظون العهد والوصيّة، ويحاصرون المجرم في كلّ المدن والقرى والمخيّمات والأزقة.. سيبقون على العهد يحيون معنا الذكرى والفكرة بالدم، يسيرون على الدرب، معلنين ذكرى غسان موعدًا لانتصار الدم على حاضر المجرم ومستقبله وكيانه، غارزًا المخرز في عين المُطبّعين والأذلاء، وكأنّ غسان ضرب موعدًا غزله محمد صلاح ابن الكنانة، والرفيقان الشهيدان المقاتلان حمزة مقبول وخيري شاهين برصاصاتهم مع كلّ من حمل البندقية وسار على الطريق ذاته، ومعتذرًا عن قلّة الرصاصات العربيّة، فغسّان كنفاني ضرب لنا موعدًا مع الخلود، متحدّيًا قوانين النسيان، وموعد الدم الذي سنبقى نحييه في كلّ عام كأسطورةٍ ستنهض من الركام والرماد والتراب حتى تعود وتصل إلى أرض فلسطين وترابها، التي نادى بها غسّان".