في اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال..

مركز فلسطين: عشرات الالاف الأطفال الأسرى وقعوا ضحايا لجرائم الاحتلال

الأسرى الأطفال.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنّ الأطفال الفلسطينيين يتعرضون إلى عدوان ممنهج ومستمر من قبل الاحتلال يستهدف حياتهم ومستقبلهم وحالتهم النفسية والجسدية، وذلك بالاعتقالات المستمرة والأحكام الجائرة التي تفرض عليهم.

وقال مركز فلسطين في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان، والذى أقرته الأمم المتحدة في 19 أغسطس 1982 ويوافق الرابع من حزيران من كل عام، أن أطفال فلسطين يتعرضون أكثر من غيرهم للانتهاكات من خلال سياسات الاحتلال العدوانية بحقهم وابرزهم ممارسة عمليات اعتقال مكثفة وممارسة وسائل التعذيب القاسية خلال التحقيق وإطلاق النار المباشر على الأطفال خلال اعتقالهم، والعقاب بالحبس المنزلي والإبعاد وفرض الغرامات المالية.

وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر أنّ أطفال فلسطين وقعوا ضحايا عدوان الاحتلال منذ عشرات السنين، وينتهك الاحتلال كل القوانين والمعاهدات الإنسانية وتحديدًا اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، إلا أن سلطات الاحتلال جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفًا أوليًا، وأقدمت على اعتقال الآلاف منهم منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأضاف الأشقر أنّ الاحتلال لم يكتفى باعتقال الأطفال وتعذيبهم بل تعمد إصدار أحكام قاسية وانتقامية بحقهم، كذلك فرض غرامات مالية بحقهم ترهق ذويهم وتضاعف معاناتهم، وذلك ما كان ليحدث بهذا الحجم إلا بضوء أخضر من أعلى المستويات السياسية والأمنية لدى الاحتلال بهدف تدمير مستقبلهم ومنعهم من المشاركة في أي فعاليات مقاومة للاحتلال.

وأشار الأشقر إلى أّن سلطات الاحتلال اعتقلت ما يزيد عن 50 ألف طفل منذ العام 1967، وصعدت من استهداف الأطفال بعد اندلاع هبه القدس في أكتوبر من العام 2015 حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال منذ ذلك الوقت ما يزيد عن 10 آلاف طفل، بينما لا يزال الاحتلال يعتقل 170 طفلًا في ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.

وأكد الأشقر أنّ الاحتلال يعتقل الأطفال في أقسام خاصة في سجون (مجدو، وعوفر، والدامون) ويتعرضون لكل أشكال الانتهاك والتعذيب ويحرمون من كافة حقوقهم الأساسية، مثل  نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، والانقطاع عن العالم الخارجي، الحرمان من زيارة الأهالي، الاحتجاز مع أطفال جنائيين "إسرائيليين"، الإساءة اللفظية والضرب والعزل إضافة إلى العقوبات الجماعية وترويعهم عند اقتحام الأقسام بشكل مخيف.

وكشف الأشقر أنّ الاحتلال لا يتورع عن إطلاق النار على الأطفال خلال عمليات الاعتقال بحجج واهية، ويعتقلهم في ظروف قاسية ويمارس بحقهم التحقيق خلال وجودهم في المستشفيات والعيادات وينقلهم الى السجون قبل أن يتم شفاؤهم مما يشكل خطورة حقيقة على حياتهم.

وكان الطفل المقدسي وديع أبو رموز (15 عامًا) قد استشهد في مستشفى للاحتلال بعد 3 أيام من إطلاق النار عليه واعتقاله، كذلك الطفل محمد عبد الله حامد (16 عامًا) من رام الله استشهد بعد ساعات من اعتقاله مصاباً بجراح والطفلة فاطمة طقاطقة 16 عاما من بيت لحم استشهدت في مستشفى "شعاري تصيدق" بعد شهرين من اعتقالها مصابة. 

وأشار الأشقر إلى أنّ غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنّفسي، عبر جملة من الأدوات والوسائل الممنهجة المنافية للقوانين، والأعراف الدولية، والتي أدت في كثير من الأحيان لإصابة الأطفال بأمراض جسدية ونفسية، أبرزهم الطفل الأسير أحمد مناصرة الذي اعتُقل وهو في سن 13 عام، وأصيب بمرض نفسى خطير ويقبع في العزل الانفرادي منذ عامين.

 وتتمثّل الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال باعتقالهم بطريقة همجية بعد منتصف الليل، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح أمام ذويهم وإبقائهم مُقيّدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعيُن قبل نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، عدا عن حرمانهم من الطعام والشراب في الفترة الأولى من الاعتقال، وحرمانهم من حقّهم في المساعدة القانونية، وتعريضهم لوسائل تعذيب قاسية، لانتزاع الاعترافات منهم وإجبارهم على التوقيع على أوراق دون معرفة مضمونها، إضافة إلى شتمهم وإطلاق كلمات بذيئة ومهينة بحقّهم.

وطالب الأشقر الأمم المتحدة التي خصصت هذا اليوم لضحايا العدوان "الإسرائيلي" من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين إلى القيام بواجبها تجاه الأطفال ووقف الجرائم المستمرة بحقهم وخاصه الاعتقالات الغير مبرره وإطلاق النار العشوائي على الأطفال بهدف القتل.