رأي بوابة الهدف الإخبارية

وليد دقة: رمز فلسطين وشاهدها

وليد دقة11.jpg
المصدر / بوابة الهدف الإخبارية

مركز حنظلة_غزة

تكثف قضية الأسرى الفلسطينيين حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني، سواء لجهة هوية طرفي الصراع وطبيعتها وما تدور حوله المواجهة منذ قرن من الزمان، أو لجهة الإنسان المستهدف كما الأرض من هذا الصراع

وليد دقة أسير فلسطيني، نموذج واحد، وبعيدًا عما يحمله الرجل فكريًا وإنسانيًا، أو رمزيته ومكانته القيادية في صفوف الحركة الوطنية الأسيرة أو بين أبناء الشعب الفلسطيني، وفقط بالتركيز على ما واجهه كإنسان قاتل لأجل حرية شعبه ووقع في أسر عدوه؛ تحاول المنظومة الصهيونية بأكملها منذ اليوم الأول لأسره وحتى اللحظة قتل كل معنى مثله هذا الإنسان؛ حريته؛ عقله؛ حقه في الزواج؛ حقه في الإنجاب؛ حقه في العلاج... تقف اليوم المنظومة الصهيونية برمتها لمنع مريض بالسرطان من الحصول على العلاج، ومنع أسير أنهى محكوميته من الخروج من السجن؛ محاولة أن تخبر كل فلسطيني أن النضال ضدها يعني الموت بأبشع طريقة ممكنة، فيما يخبرنا وليد دقة يوميًا منذ اليوم الأول لأسره، عن الحياة والحرية ومعناها، ويمارس بطرق مذهلة كل معنى للحياة؛ متحديًا قرار القهر الصهيوني ومحاولات الاخضاع.

ما تفعله المنظومة الصهيونية ضد وليد دقة، هو امتداد آخر لسياستها الموجهة ضد الوجود الفلسطيني مجتمعًا، وضد كل إنسان فلسطيني، سعيًا للقهر والإخضاع وفرض الاستسلام؛ فالوقوع في الأسر في حقيقته نهاية لمعركة الآسر وبداية لمعركة الأسير، حيث يفترض أن الآسر أخيرًا، قد تمكن من تحييد الخطر المباشر الذي يمثله الأسير، ولكن في حالة المنظومة الصهيونية يختلف الأمر؛ ليكون الأسر بداية لمعركة وحرب شاملة تشنها المنظومة الصهيونية بكل أدواتها لإخضاع الأسير، وكي وعي شعبنا من خلال التنكيل بهذا الأسير.

لكن العنصر المحوري في قضية الأسرى؛ يبقى دومًا هو في استعداد كل من هو خارج جدران السجن لرفض أو قبول أن تمتد جدران السجن إليه وتخنقه بداخلها؛ فالخشية من السجن أو من مواجهة ذات المعاناة التي يواجهها الأسير هو قيد وسجن لا يقل سوءًا أو وحشية وقدرة على الايذاء من السجن الأساسي، والاستعداد لدفع هذا الثمن والانحياز لحرية الأسرى وحقوقهم هو اختيار للحرية وتغلب على القهر، وهدم لجدران السجن.

إن موقع التضامن مع الأسير، مع وليد دقة، مع الأسرى في العزل، مع كل أسير، لا يمثل انخراط في المعركة ضد العدو الصهيوني، بل انحياز لقيم إنسانية أساسية، وإذ يكون الفلسطيني والمناصر لقضية فلسطين ملزم بهذا الواجب، فإن حدود هذا الواجب لا يجب أن تقتصر على الفلسطينيين وأنصار قضيتهم، ولكن على كل إنسان في هذا العالم.

إن هيئات ومؤسسات ودول؛ تسجل اليوم في رصيدها وصمات عار جديدة، باستمرارها في الصمت والتغطية على هذه الجريمة الصهيونية، كما تغاضت تاريخيًا عن سجل طويل من جرائم هذا الكيان، وأسهمت في حماية وتسليح مشروع الغزو الوحشي منذ يومه الأول.