لليوم 35 على التوالي.. الأسرى يواصلون معركتهم النضاليّة رفضًا لعدوان إدارة سجون

الاسرى.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

تواصل الحركة الفلسطينيّة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، لليوم الـ35 على التوالي، خطواتها النضالية الجماعيّة ضدّ إجراءات إدارة سجون الاحتلال التي تأتي بتحريضٍ مباشرٍ من الوزير الفاشي "بن غفير".

وقالت مصادر لـ "مركز حنظلة" بأنّ الأسرى اتخذوا خلال الأيام والأسابيع الماضية سلسلة من الخطوات الاحتجاجية والجماعية عبروا من خلالها عن حالة الغضب لديهم، ووجهوا من خلال تلك الخطوات العديد من الرسائل أهمها الاستمرار في التصعيد ضد قرارات ما تُسمى مصلحة السجون الصهيونية.

وتتمثل إجراءات الاحتلال المتخذة بحق الأسرى، بالتحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام لساعة محددة، ووضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة في سجن نفحة وتزويدهم بخبز رديء، وفي بعض السّجون زودت سلطات الاحتلال الأسرى بخبز مجمد، كما ومضاعفة عمليات الاقتحام، والتفتيش باستخدام القنابل الصوتية، والكلاب البوليسية خلال عمليات القمع والاقتحامات.

واعتصم الأسرى في ساحات السجون عدّة مرّات، وأعلنوا مضاعفة حالة الاستنفار، والتعبئة في السجون كافةً، في ضوء التطوّرات الخطيرة، وإعلان إدارة السجون توسيع دائرة تهديداتها، والاعتداء على الأسرى.

وأعلن الأسرى في سجون الاحتلال عن وصيتهم، وذلك قبل بدء معركة الإضراب عن الطعام "بركان الحرية أو الشهادة".

ونقل "مركز حنظلة" وصية الأسرى والتي جاء فيها: "بعد أن وجدنا أنفسنا وحيدين في مواجهة الموت والنسيان، نصارع المستحيل ونحن أسرى، نحَاصر حتّى النهاية، بين فكيّ كماشة الإهمال، وأنياب (بن غفير) الاستعمارية، قررنا بملء الإرادات المؤمنة، المنبثقة من رحم وعينا التحرريّ والإنسانيّ، بعد التّوكل على الله، وإرادة شعبنا الحي، أن ننطلق سهاماً من على أوتار أرواحنا المتمردة، فإما حرّيّة حمراء مخضبة بالجوع، والكرامة، وإمّا انتصار أكيد على الذات، والدنيا معاً".

وقالوا الأسرى: "ثقوا بنا، ثقوا  بإرادة الأسـرى يا شعب الجبارين، والمقاومة، فكما عرفتمونا أحرارًا، كنّا وما زلنا، مشاريع شهادة، عناوين حرّيّة واجبة، عتلات نضالية مهمة، يشهد لثباتها الفلسطينيّ الأكيد في ميادين المواجهة، وساحات الاشتباك، صفرية المسافة، أحادية الخيار، والقبلة، وروافع وطنية ملهمة أيضًا، يمكن البناء، والرهان عليها، أيّما رهان في كل زمان، ومكان، هذا قدر الأحرّار، وها قد انبرت له أرواحنا منتصبة، سنصنع وإياكم أقدارنا الحرّة، من حبات الضوء المسربل من حدقات العيون، ونفحات الأرواح المعلقة بأهداب الحرّيّة، وخيطها السّميك، شعب الشّهداء والأسرى في دروب الحرّيّة، ونحن نقف وإياكم على عتبات المواجهة الفارقة نحييكم، وفي تحيتنا، كثير حبٍ وشوق، و شيء من أرواحنا التي لا تستطيب إلا لعناقكم، في فضاء الحرّيّة الرّحبة".

وتابعوا: "نقف في ثبات، وشموخ لمشاريع شهادة، تتوثب أرواحنا الحرّة من أعماق مدفنها الحجريّ، مراهنين على ضمائركم الحيّة، وعلى سواعدكم السّمراء بالآن نفسه، وقبل أن نكتمل بأسباب الرحيل نوصيكم بنّا خيراً، لا تتركونا وحدنا في ساحات المعركة، مكشوفين لسهام الغزاة، احموا أرواحنا وظهورنا، فأنتم أحادي القيم والمبادئ، والرهان عليكم كاسب، حرّرونا ونحن أسرى أحياء، قبل أنّ نكون جثثاً ميتة وأرقام، حرّرونا من مدافننا الحديدية الباردة، حرّرونا من ثلاجات الموتى، حرّرونا من مقابر الأحياء، قبل أن نتحوّل إلى شواهد منسية في مقابر الأرقام، فحرّرونا مرةً، وللأبد كي تحرّروا أرواحنا الإنسانية، حتّى حدود سمائها السّابعة واعلموا أنّ حرُّيتنا واجبة، سننتزعها من بين براثن المستعمر، بقوة الحقّ، وإرادة الحياة، فهي حقّ ودين، والتّاريخ لا يرحم مثلما لا يغفر".

وختموا: "نوصيكم خيرًا بسّبع جوهريات ثقال، بفلسطين وروايتها التّاريخية، بالمقاومة الشّاملة، والوحدة الوطنية، بأهالي الشّهداء والأسرى، بالمرأة الفلسطينيّة حارسة نارنا المقدسة، بالديمقراطية الفلسطينيّة، والتّعدّديّة السّياسية، في الوعيّ التحرريّ، والهوية الوطنيّة الجامعة، والجغرافيات التّحرّريّة الأربع: جغرافية الشّهداء النّموذج والرمز الملهم، جغرافية الأسـرى عناوين الفعل والحرّيّة الواجبة، جغرافية المخيم جوهر القضية، وحقّ العودة، وجغرافية الحركة الطلابية الوعيّ والعنفوان الشّبابي".