اتحاد لجان المرأة ينظّم اعتصامًا اسناديًا للأسيرات في سجون الاحتلال

فعالية المرأة مع الأسيرات6.jpg

مركز حنظلة_غزة

نظم اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، اليوم الاثنين، اعتصامًا اسناديًا للأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة؛ في ظل ما يتعرضن له وعموم الحركة الأسيرة من هجمة صهيونية ممنهجة ومتواصلة.

وشارك في الاعتصام ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية، وشخصيات اعتبارية وحشد جماهيري غفير.

وألقت مسؤولة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سهير خضر، كلمة خلال الاعتصام، توجهت خلالها بتحية إجلال وإكبار إلى الشهداء الأبطال الذين ارتقوا صباح اليوم في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا المحتلة.

وشددت على أن هذه الجريمة الصهيونية الجديدة تؤكد على أن خيار المقاومة هو الخيار الأنجع والأقدر على دحر هذا العدوان. وإن دماء المقاومين الطاهرة اليوم توجه رسائل لشعبنا وقواه بأن يوحدوا صفوفهم حتى يتصدوا لهذا العدوان موحدين.

وأكدت أن هذه الجريمة تأتي في خضم المعركة البطولية المفتوحة التي يخوضها شعبنا ضد العدو الصهيوني المجرم على امتداد فلسطين وداخل قلاع الأسر، تواصل الحركة الأسيرة صنع ملحمتها الخاصة لمواجهة إجراءات ما تُسمى إدارة مصلحة السجون، حيث تتصدى الحركة الأسيرة على مدار الساعة لسياسات التنكيل والقمع التي تشنها الإدارة ضدهم. والتي من المتوقع أن تتوسع وتتصاعد في الأيام القادمة بعد تهديدات المجرم بن جفير بسحب انجازات الأسرى، وتشديد الهجمة عليهم.

وفي هذا السياق، شددت على أنّ الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال سجلن حالة صمود أسطورية، واجهن خلالها الهجمة الاحتلالية التي توسعت وتمنهجت في الساعات الأخيرة. فما زالت المرأة الفلسطينية الأسيرة تنُسج خيوط الحرية والنصر، بسجل تضحوي ونضالي حافل مكلل بعشرات النماذج النسوية التضحوية التي تستحق الاحتفاء لما قَدمن من شجاعة منقطعة النظير، وقوة صمود وتحمل هائلة في مواجهة الحملة الصهيونية المسعورة التي تشنها على الأسيرات.

كما أكدت أنّ هذه الهجمة التي كان أبرز سماتها هذا العام باعتقال الاحتلال عشرات النسوة الفلسطينيات منذ بداية  العام شملت المعلمات والطالبات والأمهات والعاملات وربات البيوت، و ممارسة مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهن داخل سجون الاحتلال.

وأشارت إلى أنّ العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته الخطيرة والإجرامية لحقوق الأسيرات الباسلات، حيث تستمر ما تُسمى إدارة مصلحة السجون في حرمان الأسيرات من أبسط حقوقهن، واحتجازهن في ظروفٍ غير صحية، مما تسبب لهن بأضرارٍ صحيةٍ ونفسية، كما تمارس ضدهن سياسة العزل، وحرمانهن من حقهن في رؤية العائلة، واحتجازهن أيام وأشهر في التحقيق، وتعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي والعزل لفتراتٍ طويلة، واستمرار احتجاز القاصرات والحوامل والمريضات والمصابات، إضافةً لسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها بحق عشرات الاسيرات خاصة الأسيرة المناضلة إسراء الجعابيص. حيث يمتنع هذا العدو الفاشي عن توفير العلاج الطبي اللازم للمعتقلات أو نقلهن إلى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب. كما يواصل الاحتلال على الدوام تنصله من التزاماته تجاه حقوق الأسيرات، وتراجعه عن تقديم العديد من المواد الأساسية للأسيرات، ومنع عدد من الأسيرات من حقن في زيارة العائلة بحجة الدواعي الأمنية، وصولاً لمنع أمهات من رؤية أبنائهن وإن حدثت الزيارة فتكون لدقائق معدودة، وعزل العديد من الأسيرات كما حدث مؤخراً مع ممثلة الأسيرات، واقتحام الأقسام، وفرض غرامات باهظة على الأسيرات، وغيرها من الممارسات.

وأشادت خضر بصمود الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، معبرةً عن مساندة الاتحاد لتلك المناضلات، اللاتي يتقدمن الصفوف، ويخضن معركة البطولة والشرف بالنيابة عن النساء الفلسطينيات.

وحملت الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن الظروف المأساوية والمعاملة القاسية والمهينة التي تتعرض لها الأسيرات داخل السجون.

وشددت على أن المعركة البطولية التي يخوضها شعبنا الفلسطيني ضد العدو الصهيوني في أزقة المخيمات والمدن والقرى يجب أن يكون أحد أهم عناوينها هي قضية الأسرى والأسيرات، داعيةً المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق حول جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسيرات والأسرى.

وطالبت مؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط لإلزام العدو الصهيوني على الاستجابة لقرارات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بوقف سياسة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية بحق الأسيرات، ووقف الاعتداء الجسدي والنفسي ضدهن، معتيرةً أن سياسة الصمت التي تنتهجها المؤسسات الدولية إزاء هذه الجرائم تعطي الاحتلال ضوء أخضر لمواصلة ارتكاب هذه الجرائم وتوسيعها.

كما دعت المؤسسات والاتحادات النسوية الدولية إلى تكثيف أنشطتهم وحملات الإسناد والتضامن مع الأسيرات الفلسطينيات، وإلى تَحمّل مسؤولياتهم في فضح جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق الأسيرات.

وختمت بالقول إنّ إقدام الاحتلال على اقتحام منزل المناضلة الحقوقية سناء سلامة زوجة الأسير القائد وليد دقة في مدينة باقة الغربية في الداخل المحتل والعبث بمحتوياته، يُعبّر عن عقلية سادية وإجرامية، ويعكس حجم حقد هذا العدو المجرم على شعبنا ومناضليه ونسائه.

وألقى كلمة القوى الوطنية والإسلامية نشأت الوحيدي ونعى خلالها شهداء مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا، مؤكدًا أنّ دماء الشهداء ستبقى لعنة تلاحق الاحتلال الصهيوني. 

وعبر الوحيدي عن استنكاره الشديد للهجمة الصهيونية الشرسة التي تتعرض لها الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية وخاصة ما تعرضن له الأسيرات مؤخرًا من قمع وتنكيل، مؤكدًا أنّ الأسيرات خط أحمر.

وأكد الوحيدي أنّ الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني سواء في الضفة الغربية أو في السجون ضد الأسرى بتجسيد الوحدة الوطنية على طريق إقامة الدولة والاستقلال.