عميد أسرى فلسطين وأقدمهم..

الأسير ماهر يونس يتنسم الحرية بعد 40 عامًا من الاعتقال

ماهر يونس11.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني، صباح اليوم الخميس 19/1/2023، عن عميد أسرى فلسطين المناضل ماهر يونس، من بلدة عارة بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بعد اعتقال دام (40 عامًا).

وكانت إدارة السّجون أول أمس نقلته إلى التّحقيق، وأعادته بعد ساعات إلى سجن "النقب" وهذه  لم تكن المرة الأولى خلال الشهر الجاري، كما أن قوة من شرطة الاحتلال اقتحمت منزل عائلته الليلة الماضية، في الاراضي المحتلة عام 1948، وهددتها في حال كان هناك أي مظاهر للاحتفاء بحريته.

ووجه الأسير ماهر يونس (65 عامًا)، رسالة لأبناء الشعب الفلسطينيّ، قبيل ساعات من تحرره بعد قضاء (40 عامًا) في سجون الاحتلال.

وقال فيها، إنه ينتظر "تلك اللحظة التي يكون فيها حرًا"، واصفًا تحرّره بأنه "ولادة من جديد".

ووجه تحية لكل من قال أنا فلسطيني حر، وأكد أنه يتطلع إلى لقاء أبناء شعبه بكل حب ووفاء، وأنه ينتظر لحظة الافراج التي يكون فيها حرًا بين أهله، بعد أن ملّت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان".

وأضاف: أنه متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة، لنلتف سويًا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، ها أنا ما زلت حيا، وقادر أن أعيش، فبعد يومين سأولد من جديد".

وختم رسالته: أنه أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأننه سيترك خلفه إخوته ورفاقه الذين عاش معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، واليوم أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريبًا جميعًا أحرارًا".

من هو الأسير ماهر يونس؟

ولد الثائر القائد الأسير ماهر يونس في السادس من كانون الثاني/ يناير 1958، في قرية عارة في الأراضي المحتلة عام 1948.

للأسير يونس خمس شقيقات، وشقيق، درس في المدرسة الابتدائية، والثانوية في قرية عارة، وفي المدرسة الصّناعية في الخضيرة، وخلال سنوات أسره حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية.

اُعتقل في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 1983، وذلك على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة "فتح"، وذلك بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه القائد كريم يونس، بالإضافة إلى رفيقهم سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة (وفاء الأحرار) عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا، وتوفي بعد أربع سنوات من تحرره.

تعرض ماهر يونس لتحقيقٍ قاسٍ في حينه، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام، وبعد شهر من الحكم عليه، أصدر الاحتلال حُكمًا بالسّجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012، تم تحديد المؤبد له بـ (40 عامًا).

وعلى مدار سنوات اعتقاله الـ 40، شكّل ماهر بصموده، وفعاليته نموذجًا للعطاء المستمر، وشارك في كافة معارك الحركة الأسيرة، وخلال سنوات اعتقاله فقد والده عام 2008، وحرمه الاحتلال من وداعه، علمًا أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.

ويعتبر الأسير يونس أقدم أسير معتقل منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، بعد أنّ أُفرج عن القائد كريم يونس يوم الخامس من يناير الجاري، حيث رفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل، والإفراجات التي جرت منذ أن اُعتقل، وكان آخرها عام 2014.

ورفض الاحتلال الإفراج عنه إلى جانب (30) أسيرًا، كان من المفترض أن ينالوا حريتهم ضمن ما عرفت في حينه (بالدفعة الرابعة)، إلا أن سلطات الاحتلال تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه، واليوم تبقى منهم (24) أسيرًا، 20 أسيرًا منهم أمضوا أكثر من 30 عامًا، وإضافة لهم، هناك مجموعة من الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، وهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، وأبرزهم نائل البرغوثي الذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال، وعلاء البازيان، وسامر المحروم، ونضال زلوم، وآخرون.

وتحتفل العائلات الفلسطينية اليوم بحرية الأسير ماهر يونس بعد (40 عامًا)، وهي أطول فترة اعتقال يقضيها أسير في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى جانب القائد كريم يونس.