بقلم الأسير: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: "صواريخ غزة بين وحدة الساحات.. والرسالة الحزبية"

منذر خلف مفلح.png

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة


شَكلّت "موجة" المقاومة الأخيرة في فلسطين، وتحديداً في نابلس والقدس وجنين والخليل، فرصةً لإعادة تظهير نتائج معركتي سيف القدس 2021، ومعركة وحدة الساحات 2022، اللتين انطلقتا من غزة. عبر إسناد أنوية المقاومة وترسيخها وتعميق عملها وحمايتها، والتأكيد على رسالتها الوحدوية، التي رغم قصر مدتها إلا أنها كانت بمثابة امتداد لنتائج معركة سيف القدس استراتيجياً وسياسياً، وعسكرياً ميدانياً، بمعنى صورة انتصار للمعركة التي بدأت في غزة، وانتقلت إلى الضفة، وربما لو أن المقاومة التقطت هذه المهمة "الفرصة" وأكدت عليها في خطاباتها، بل ونشاطها الميداني لكان الحال مُختلفاً عما نشهده اليوم من هجمة لتصفية ما تبقى من عناصر "موجات المقاومة"، وكلنا قد شهدنا انتقالاً للمعركة للداخل الفلسطيني، ولتوسعت الظاهرة التي امتدت تباعاً من جنين إلى نابلس إلى القدس، إلى الخليل، و لكان التراكم والتعاضد ووحدة الحال أو الساحات أشمل من ثلاثة صواريخ يتيمية يطلقها فرد أو فصيل بعينه، رداً على استشهاد مقاوم يتبع ذلك الفصيل، مما يعمق الأزمة الفلسطينية، ولا تخرجها من مأزقها الفصائلي والانقسامي.

إن مسيرة المقاومة والشهداء والمقاتلين والدماء هي رسائل من الشعب الفلسطيني للعالم أولاً أن هنالك شعب، وللمحتل أن الشعب لن يتنازل عن مهمة مقاومة الاحتلال ورد العدوان، وللقوى السياسية الفلسطينية أن الوحدة قانون انتصار وليست احتفالية سياسية أو مهرجان فقط، وأن فلسطين بحاجة لمن يحافظ على مسيرة الدم الممتد منذ عقود للمراكمة في عملية النضال وتحقيق الانتصارات. وأن فلسطين ليست مساحة للتنافس الحزبي، والعمل الفصائلي، أو الجهوي. وأن الوقت الذي يراق فيه الدم ليس وقتاً للمزايدات، وأن القوى الفصائلية ليست بحاجة فقط لصاروخ هنا أو عملية هنالك لشرعنة واثبات حضورها، وأن على قادتها الانتقال إلى المستوى الثاني الاستراتيجي في التعامل مع عناصر القوة الفلسطينية على الأرض بإطلاق مبادرة فورية عنوانها وطني وحدوي جامع ميدانياً ومضمارها فلسطين التاريخية، وأن المساس بأيِ مقاومٍ أو أيِ ظاهرة معناها الحرب الشاملة، وليس موجات تكتيكية لأهداف حزبية أو تحقيق مكاسب جزئية، والعنوان الذي يجب رفعه "الحرية والاستقلال" بغض النظر عن التعبيرات السياسية التي إذا ما تأكدت من جدية الميدان فإنها لن تتوانى عن رفع الشعار، بدلاً من الصمت المريب، أو التواطؤ الصامت من هنا أو هناك.

وأخيراً، وبحسب تعبيرات المتابعين " الواقعيين" أن التصعيد الشامل من قبل المقاومة في مواجهة العنف الصهيوني هي وصفة دمار، ولكن متى كان تحرير الأوطان يتم بالأدوات الناعمة، والرسائل الإعلامية، والمهرجانات، والتكتيكات فقط. 

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول الإعلام في فرع السجون، مدير مركز حنظلة للأسرى والمحررين.