كتبت اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال..

الانتخابات في القدس عنوان الاشتباك السياسي الراهن

f9ea74ef85a979e26e5a1db1a582daa3 (1).jpg
المصدر / السجون-حنظلة

مع اقتراب موعد الانتخابات الفلسطينية تزداد المراهفات محليًا وإقليميًا على إمكانية إنجازها من عدمه، في حين تتمسك الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية بإلزامية وضرورة إنجازها بمشاركة الكل الفلسطيني، كخطوة تمثل استحقاق وطني على طريق إعادة بناء وترتيب وإنتاج مؤسسات وطنية حقيقية فاعلة قادرة على إنجاز مشروع التحرير الكامل للأرض والإنسان.

ولقد عاد شرط مشاركة الكل الفلسطيني وتحديدًا أبناء شعبنا في القدس كنتيجة لقراءة صحيحة ومكثفة لطيبعة المعطى الذي تفرضه حكومة دولة الاحتلال على الأرض والمتمظهر في محاولات الطمس والتهويد والتذويب للهوية المقدسية وتطبيق تكتيك الترانسفير الصامت والقائم على أساس تركيز الضغوطات على المواطن المقدسي بشكل متواصل لدفعه نحو خيار الرحيل الطوعي من العاصمة، هذا ناهيك عم الاستيطان الدوري وإخطارات الهدم، والهدم الفعلي، والمصادرة، والاعتقال والحد من فرص العمل، مضافًا لكل ذلك ما تقوم به حكومة الاحتلال في المدينة المقدسة مؤخرًا من إجراءات وممارسات علنية على أرض الواقع للحيلولة دون إنجاز الانتخابات التي يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تصريحات أبو ركن الواضحة والمستندة إلى رأي عام سياسي وجماهيري صهيوني باستحالة موافقة إسرائيل على طلب الفلسطينيين بالسماح لطاقم لجنة الانتخابات العمل بحرية للتجهيز والتحضير لها. إضافة لعشرات طلبات الاستدعاء والتي سلمتها أجهزة المخابرات لمرشحي القدس على مختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية والفصائلية، لمراجعة مكاتبها، وتهديدهم بسحب هوياتهم، وليس انتهاءً بما حدث مؤخرًا من حملات الاعتقال المسعورة لعدد من مرشحي القدس، ومن الجدير ذكره في هذا السياق أن ما يحدث من استفزازات وعربدات يقوم بها قطعان المستوطنين في كافة أنحاء القدس بشكل يومي لا يمكن أن يُقرأ إلا في ذات إطار الهجمة المدروسة والممنهجة والمتفق عليها من قبل الساسة الصهاينة.

واستنادًا على كل ما سبق نجد أنه كن الضروري أن نجدد دعواتنا للفصائل الفلسطينية والوطنية والإسلامية أولًا وعلى رأسها حركة فتح. وثانيًا السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، وثالثًا والأهم لجماهير شعبنا كافة وفي مقدمتهم أبناءنا واخوتنا في العلصمة المحتلة للثبات وعدم الرضوخ لإجراءات الاحتلال وضغوطاته والتي باتت مآربها واضحة للجميع، وعدم المراهنة على استجابة الجانب الصهيوني لمحاولات الضغط الأوروبية والعربية -المشكورة طبعًا والتي نقدرها عاليًا- للسماح بإجراء الانتخابات في القدس، وضرورة تجاوز كل ذلك نحو إتخاذ برامج وخطوات عملية تستند للتعاكل بالمثل بالمعنى فرض سياسة أمر واقع فلسطينية من خلال جهل القدس بشوارعها وأزقتها وكنائسها وأقصاها وبكل ما تحمله من معنى ومضمون لساحة اشتباك سياسي وجماهيري حقيقي، والتعامل مع المدينة كمركز أساس لإدارة العملية الانتخابية بل ورمزًا لها، لما لذلك من أهمية وضرورة تفرضها طبيعة خطورة المرحلة الحرجة التي نمر بها تحديدًا في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهده دولة الكيان الاستعماري.

ختامًا: نعلم وإياكم أن القدس على المحك حالها حال القضية والهوية ونحن كلنا ثقة وإيمان أن المقدسيين أهلًا لحمل عبء ثقيل كعبء القدس، وإنهم قادرون بعزائمهم الصلبة حمايتها.

ودمتم ودام شعبنا العظيم

اللجنة الإعلامية والثقافية

منظمة فرع السجون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين