كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

الشمس طَلَعَت من مغربها

تنزيل.jpeg

في عقيدة الثورة أن الثائر للثائر أخ وأن ما تجمعه البنادق لا يُفرقه أحد هذا عُرف فهمناه ومبدأ إعتنقناه حالنا حال الثوريين على ظهر كوكبنا بدءً من قمم سيراميسترا مروراً بأدغال سايغون وروابي جنوب لبنان حتى قمم الأوراس.... والأورارس هذه لها في عقلنا وأرواحنا ما لجرزيم وأكثر وما للكرمل وأكبر.

فهي كانت أحد أهم بواعث الإلهام للجيل المؤسس للتجربة الفدائية المعاصرة إذ تذكر أكثر من وثيقة تاريخية أن الآباء الأوائل لحركة القوميين العرب مثلاً كانوا مشدودين لفكرة جبهة التحرير الجزائرية وطرحوا على الأجسام والحالات الكفاحية التي كانت موجودة بعد أيلول عام 1967 فكرة تشكيل إئتلاف جبهوي فدائي واسع على شاكلة الجبهة الجزائرية فأفلحوا في مساعيهم مع بعض الحالات ولم يوفقوا مع الأخرى المهم أنهم وصلوا في النهاية لتشكيل الجبهة الشعبية التي ظلت تُعرِّف نفسها كتكل فدائي إلا أن حدث لاحقاً إنسحاب أحمد جبريل ومن ثم إنشقاق الجبهة الديمقراطية هذا على صعيد الفعل والتجربة الحركية القومية والحزبية الماركسية في ساحتنا الفلسطينية وبالتأكيد لإخوتنا في فتح والصاعقة وغيرها من الحركات الفدائية التي ولدت في ستينات القرن الماضي تداخلات وحالات إستلهام من التجربة الجزائرية أدعوهم لتوثيقها.

خلاصة القول ولأنني بنت الثورة وأؤمن أنها ومنذ إنطلاقتها تُصبح ملكاً للجماهير عموماً فإني أدعي لنفسي شرف الإنتساب للثورة الجزائرية كإنتسابي لشقيقتها الفلسطينية عليه وبقلم المُحب أشير لبعض النقاط أهمها :

إن الثورة الجزائرية وبعد إنتصارها ووصول مقاتلوها للحُكم لم تقطع علاقتها بالبعد القومي ولم تدخل في حالة التيه التي عصفت بثورات التحرر العربية في كثير من الأقطار إن استثنينا التجارب الناصرية واليمنية الجنوبية.

ثم إن حالة الطهرانية التي تميزت بها التجربة التحررية الجزائرية تذكر بطهرانية مؤسسي مدرستنا الفدائية.

أما جماهيرياً فيبدو لك مشهد الشعب الجزائري الملتصق بحركتي المقاومة في فلسطين ولبنان وعدم السماح للبعد القطري بإلتهامه نمطاً ملحمياً إذا ما قورن بالإنشداد الشعبي العربي لهموم القُطر واليوم.

ولهذا كله ولأن شعار مع فلسطين ظالمة أو مظلومة لم يكن شعاراً عربياً بقالبه الحنجوري فقط بل جاء تعبيراً عن فكرة وإنتماء وإنشداد صادق وخالص تجد اليوم إعلامنا الجزائري يُفرد صفحاته للأخبار الفلسطينة ويتركها تزاحم الأخبار المحلية أثيراً وفضاءً وربما تنتزع منها بعضاً من حيزها فتعطيه إياه حُباً وكرامة فتجد صفحات وملاحق في الصحف على سبيل المثال مخصصة للأسرى وأخبارهم تُنشر جميعاً تحت شعار مع فلسطين دوماً وأمام هذا الزخم أجدني أرد على الشعار الأثير بتناص مع الأخوين رحباني فأقول ومعي عيبال والجليل النقب والخليل....يا أوراس البعيد أهلك حبايبنا طال المشوار وما تعبنا.