يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة..

جلال الفقيه فلاحُنا الفصيح

تنزيل (2).jpg
المصدر / حنظلة

تقرير: دعاء الجيوسي
لريفنا الفلسطيني معناه الخاص ومدلولاته المتشابكة مع عالم النكبة والثورة والحنين للفردوس المفقود لذا تجد أن هذا الجزء من الجغرافيا لا يُأتي إلا مرتبطاً بذكريات الأرض والحصاد والبيادر التي تُغني ويُغنى لها وكذا تجده متداخل مع عالم الثورة وتحديداً ثورة الريف عام 1936 التي دمغت المدينة وأبنائها بطابع القُرى فتزيوا بلباس أهلها....والريف أيضاً جرح عميق منه بدء إقتلاعنا منه عند وصول طلائع الغزاة الصهاينة حتى العام 1948 وما بعده وصولاً لأيامنا هذه ، وأنت إن سألت لاجئاً مُسناً حتى لو كان من أصل مديني تجد أن الحنين يأكله لبيارات البرتقال في يافا مثلاً ولمزروعات أحواض نهر العوجا وخُضرة سهل بيسان.
ولأهل الريف سماتهم الخاصة لعل أبرزها التعلق بالأرض والحساسية تجاه الغريب الطارئ ، هذه الحساسية التي دفعت فلاحاً فتياً إسمه جلال الفقيه لحمل السلاح عندما كان في العشرين من عمره.
ولجلال الذي ينحدر من قرية عراق بورين تلك التي تُعَرَف دائما بأنها قرية مُعلقة على صخرة جنوبي غرب نابلس قصة تبدو مُكرَرَة في واقعنا وتكرارها هذا لا يُبَهّت المحتوى ولا يَمس بجمالية السرد بل يزيدها ألقاً.

ولد جلال عام 1981 في قرية عراق بورين كما أسلفنا وفيها درس وبدء حياته عاملاً وكأنه مُصرٌ على أن يجمع في حياته الحُسنيين دائماً كادحاً ومزارعاً ، ثائراً وأسيراً ، جميلاً وجليلاً.
في مراحل شبابه إنتمى الفقيه للجبهة الشعبية ومن ثم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التي كان أحد أبرز مقاتليها في شمال الضفة ونفذ من خلالها سلسلة عمليات فدائية اِعتُقِل على خلفيتها بتاريخ 2003/2/14 وَحُكِم بالسجن لثلاث مؤبدات وبضع سنين ومن يومها لا زال جلال يحمل حُكمَه المئوي على ظهره ويجوب به السجون واحداً تلو الآخر ترافقه أمراضه وكتب جامعة يدرس فيها بالمراسلة.
في عامه السبع عشر خلف القضبان لا زال جلال على حاله فلاح يعشق الأرض ويغني لها عند كل صباح : لازرع ياسمينة في الدار وأقلع شوك الي يعادي...طلقة حُب وطلقة نار الثورة عمت بلادي.