استشهاد الأسرى .. ذاكرة حية ومخاوف مستمرة

thumb (9)
المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين - وكالات

شهد العام الماضي العديد من الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وكان من بينها استشهاد الأسير "فادى دربي" من جنين وكذلك الأسير المحرر جعفر عوض من الخليل .

إعلام الأسرى سلط الضوء على حادثة استشهاد الأسير المحرر " جعفر ابراهيم يوسف عوض (22 عاماً ) من بلدة بيت أمر شمال الخليل" والتي تعتبر مثال حي على جرائم الاحتلال بحق الأسرى بتركهم فريسة للأمراض الفتاكة ، ومن ثم السماح بإطلاق سراحهم بعد أن يفقد الأمل في شفائهم ، حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم خلف القضبان .

فالشهيد "عوض" كان قد اعتقل للمرة الأولى في 2010 وأمضى عاماً في سجون الاحتلال ، ثم تعرض للاعتقال مرة أخرى من قبل الاحتلال بتاريخ 1/11/2013 ، لم يكن حينها يعانى من أي مرض ، و بعد 6 أشهر على اعتقاله وأثناء وجوده في سجن إيشل بالتحديد في شهر 04/2014 بدء يعانى من مشاكل صحية، حيث أصيب بالإنفلونزا حادة ، وتم نقله على أثرها إلى عيادة سجن إيشل وهناك تم حقنه بإبرة مجهولة حيث لم تتحسن حالته الصحية بعدها أبداً.

وقد شهدت صحة "عوض" في نهاية بداية شهر اكتوبر 2014 تدهوراً صحياً خطيراً وسط الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون حيث أصبح يعاني من صعوبة في النطق والأكل والشرب نتيجة تضخم في الغدة الدرقية، وكذلك وجود مياه زرقاء في العينين أثرت على الرؤية إذ لا يرى أبعد من مترين، بالإضافة للآلام الحادة في الرقبة واليدين والقدمين نتيجة إصابته بهشاشة في العظام، لدرجة أنه لا يستطيع الحركة بحرية، ويعزى ذلك بسبب التضخم الذي يعانيه في الغدة الدرقية، بالإضافة للارتفاع الحاد في السكر.

و في نهاية شهر نوفمبر 2014 تدهورت الحالة الصحية للشهيد بشكل كبير مما استدعى نقله فوراً من سجن عوفر إلى مشفى سجن الرملة، لكن الحالة الصحية في مشفى الرملة لم تشهد أي تقدم ملحوظ بل ساءت أكثر ، وشخص الأطباء حالته بأنه أصيب بمرض نادر يُدعى "كيرون سيرا"، يصيب شخصاً من بين كل ثمانية ملايين إنسان في العالم، وذلك أثناء تواجده في سجن "إيشل" الصهيوني ، إذ عانى من التهاب رئوي حاد، وآلام في عينيه، ومن مرض السكري، والتهاب في الغدة الدرقية، والتهاب في رقبته، وخلل في الجهازين التنفسي والعصبي، وضمور في العضلات.

ورغم الحالة الصحية الخطيرة إلا أن ذلك لم يمنع إدارة مصلحة السجون من إعادته لسجن عوفر ولم تشهد حالته أي تحسن في المشفى، ونتيجة لذلك اضطرت إدارة مصلحة السجون لنقله لمشفى الرملة مجدداً، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة خلال شهر واحد .

في 21/12/2014م شهدت الحالة الصحية للشهيد " عوض" تدهوراً جديدا بدخوله في حالة غيبوبة وفقدان للوعي استمرت لعدة أيام ونقل على إثرها لمشفى "آساف هروفيه" ، حينها ادرك الاحتلال بان الاسير في الايام الاخيرة من حياته اصدر قرارا بالإفراج عنه بسبب خطورة وضعه الصحي مع الاكتفاء بفترة سجنه مع دفع غرامة مالية عالية قدرها 40.000شيكل.

بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال تنقل الشهيد الأسير "عوض " بين المستشفيات ، ودخل في غيبوبة تامة يوم الأربعاء الموافق 8/4/2015م خلال وجوده في مستشفى الميزان في الخليل ونقل إلى قسم العناية المكثفة ، واستشهد فجر يوم الجمعة الموافق 10/04/2015م .
وحمَّل إعلام الأسرى سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن استشهاده ، حيث لا يستطيع الاحتلال التنصل من تلك الجريمة بادعاء أنه توفى خارج السجون ، لاسيما وأنه رفض العشرات من المطالبات بإطلاق سراحه في بداية مرضه لكى يتسنى له العلاج في الخارج ، إلى أن دخل في مرحلة الخطورة الشديدة وصولاً إلى ارتقاءه شهيداً .

الجدير ذكره أن استشهاد الأسير خارج السجن تكرر مع العديد من شهداء الحركة الأسيرة ، الذين استشهدوا بعد إطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع نتيجة الأمراض التي أصيبوا بها داخل السجون ، وتفاقمت مع الاهمال الطبى بحقهم .