كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

إنطلاقة حنظلة

29781b7e-6991-4e1e-8bfa-cd4a48d722d9.jpg
المصدر / حنظلة

بقلم : دعاء الجيوسي.

حنظلة الرسم والوسم ليس تجسيداً للمعاناة فحسب ولا هو صوتاً ينفح عبيراً من عتم الزنازين فقط ، وهو كذلك ليس تعبيراً مجرداً عن وجع القيد ومرارة الفقد.

حنظلة جنين تحرك في أحشاء التاريخ فأتى للدنيا صوتاً لا يعلوه صوت وقامة لا يطاولها أحد ، وإن كانت مخطوطات تل العمارنة وصفت أجدادنا الأوائل بالفلاحين المقاتلين وقالت إن واحدهم لا يعرف كم مرة دق بمنجله سيفاً ولا كم غازٍ قاتل فللأجيال القادمة أن تكتب أن حنظلة إسماً حركياً للأسيرات والأسرى الذين لا يعرف واحدهم على وجه الدقة كم قيداً تحطم على معصميه وكم سوطاً إمتص جِلده وكم سجن وسجان هَزَم.
إن حنظلة بميلاده المتجدد يُشرق اليوم على الدنيا صوتاً شجياً يحدو قوافل الصامدات والصامدين في أفران التحقيق يعطي شارة الإنطلاق ويهدي للطريق فجراً وزهراً وألف رفيقة ورفيق.

حنظلة الصوت العالي والفكرة التي تعتنق السيف وتمضي به وعلى حده ليس كلمة ولا قلم ، إنه رصاصة ودم وحلم يمشي على قدم شعاره لا حياد في المعركة ولا فسطاط ثالث في الحياة.

إن مركز حنظلة وهو يُطلق لجمهوره موقعه الإلكتروني فإنه لا يرضى بغير الحقيقة كل الحقيقة شعار لعمله ولا يقبل بأقل من الإنحياز التام للمعركة الوطنية ناظم لمهماته المرحلية والإستراتيجية فهو ليس محايداً ولا يسعى أن يكون كذلك إنه منحاز للوطن كقِبلة أبدية وغاية سامية.

لذا فهو اليوم يُخاطبكم:
يا رواد الحرية في السجون يا حارسات النار في الدامون...يا عُشاق الوطن ، أيها المصلوبون على جدرانه المقاتلون في شوارعه....يا من لم تلوثكم المرحلة ولم تُدجن معارك كي الوعي عقولكم هذا صوتكم أطل على الدنيا وليس في جعبته ولا لديه ما يقدمه لكم وعبركم أكثر من الحقيقة وصدق المبدأ يُشهره في وجه عرَّابي الهزائم والإستسلام لتظل معركة التحرير في السجون و على إمتداد الوطن مشتعلة لا تخبو نارها.
هذا هو حنظلة الفكرة والمؤسسة والفريق الذي يحملها ولأننا نعلم أن طريق الحق إزداد وحشة في زمننا الردئ فقد وطَّنا أنفسنا على الملاحقة والإستهداف وربما المسائلة لذا هذه لائحة إتهامنا لمن يرغب بمقاضتنا : 

إننا إقترفنا مايلي مع سبق الإصرار وسنواصل إقترافه: 

أ-إنا نُعشق هذه البلاد وقد شغفتنا حباً.
ب-إنا قاتلنا لأجلها وسنواصل فعل ذلك ما بقينا أحياء.
ج-لقد حرضنا وسنُحَرِض على التشبث بالثوابت وكامل التراب الوطني ولو متنا سَنُحَرِض أهل القبور على ذلك.
د-لسنا محايدون لم نكن كذلك ولن نكون في يوم من الأيام وسنواصل إنحيازنا لثوار الأرض و فقرائها والسجناء لأجل حريتها.
ه- لقد دخلنا السجون وتعمدنا بنارها لذا سنظل صوت القابعين فيها حتى كسر قيودهم.
ز-لن نساوم على وطننا ولن نقبل فيه سِلةً ولا ذلةً وسنظل نحب ونكره فيه ولأجله.

وعلى ماسبق نخط أسمائنا بفخر ونمهرها بتواقيعنا وندفع ثمن ذلك عن طيب خاطر.

هذا والسلام على من أحب الأرض وقاتل لأجلها.