كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

على أرض التناقضات الحرب تُزهر حباً والموت يأتي بالحياة،تقرير دعاء الجيوسي

00a7a153-005b-4554-b678-d94e1fe74a1e.jpg
المصدر / وكالات

يجمع العقل والنقل مأثور التاريخ وكل الحكايات على أن أرض فلسطين مهبط المعاجز وموضع البشارات وبذا تُضحي أيضاً أرض التناقضات بمعناها الإيجابي...فهنا تتجلى الحياة بعد الموت بأبهى صورها فتجد أن عشرات الفتية سنوياً يحملون إسم يامن تيمناً بالشهيد يامن فرج ومثلهن عشرات الفتيات يحملن أسماء آيات وريم وتغريد وشادية...وفي بلادنا أيضاً تجد الحب يزهر أقحواناً برياً على فوهات البنادق وينساب للحياة من بين فكي السجن.... في أرضنا جبل يجاور البحر منذ بدء الخليقة وبحكم العشرة الطويلة باتوا متشابهين ولكن الأول لم يتخلى عن شموخه ولا الثاني تنازل عن صخبه.
وفي تناقضات حياتنا الفلسطينية....تجد الحب يتخلق جنيناً دون نظرة أولية بين الحبيبين وهنا تجد زواج وترابط روحي دون أن يلمس أحد العاشقين أصابع معشوقه أو يراه واقعاً.
ولكل ما سبق ذكره تجلى في واقعنا إسمه أسامةواسمها منار : الأول شاب كرماوي معتقل منذ ثمانية عشر عاماً ويقضي حكماً بالسجن مدى الحياة والثانية فتاة تلحمية تُعد حالياً لمناقشة رسالة الماجستير...تعارف الإثنان في زمن السجن فأحد أقارب الثانية كان رفيق قيد لحبيبها الذي بات اليوم زوجها ومن خلاله وعبر الاعلام تابعت قصة أسامة وأحبته لتبدأ قصة غرام تتوج بالزواج ظهر اليوم الذي يوافق ذكرى إعتقال أسامة وتاريخ حصوله على الشهادة الجامعية وإصدار أول كتبه من داخل الأسر أفلا يستحق حبيبان بهذه الروح وهذا الإخلاص بيتا يجمعهما وحرية تُظللهما.