الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته يكتب

مجتمع إنساني بدرجة صفر -2-، بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

مجتمع إنساني بدرجة صفر -2- 

بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح - مركز حنظلة للأسرى والمحررين

السجن فخ ينصبه السجان لروح وحياة السجين، الطُعم الجديد "كورونا"، طُعم طبيعي كان أساتذته مستعمرو امريكا "البيض"، الذين استخدموا الأوبئة لتطهير الأرض من سكانها، والتلميذ المحبب "إسرائيل" تستعير من الرجل الأبيض طُعمها الطبيعي لكي تُعقّ حياتها من الأسرى والفلسطينيين عمومًا، حتى تكون علاماتها ممتازة ولا يشوبها شائبة، والمعلم صامت، ويراقب فخورًا بتلميذه المحبب.

إذا لم نجد من يتحرك، سيزور الأسرى قريبًا ثلاجات موتهم صامتين مبتسمين، وأثرٌ لكلمات مبهمة لم تكتمل بحسب تعبير وزير الأسرى السابق "عيسى قراقع".

إن زحمة الموت في السجون، تزاحمها فيروسات الكورونا على أجساد الأسرى، ورئاتهم التي أرهقتها الرجوبة والعفونة وانعدام الهواء الصحي والاكسجين، لتلائم بيئة السجن حاضنة لفيروس كورونا الذي يستجلبه السجان الإسرائيلي للسجون الأمنية بصبر صياد متمرس من خلال إجراءاته، فهو لا ينصب الفخاخ لحياة الأسرى وأرواحهم بل يُغنّي بصبر فلاح للفيروس لزراعته بأجساد الأسرى، يسابق فيه الزمن حتى يحيلهم إلى توابيت وأرقام.

فوزير الأسرى هو وزير جنازات على مر الأزمنة، وليس الوزير السابق فقط وزير جنازات، ولا يقرأ الوزير الحالي الجنازات القادمة من بعض الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، بل من آلاف من الأسرى الذين يتهددهم الفيروس، لأن إسرائيل وسجانيها حانوتي خبير في نصب الأفخاخ للحيوات والأرواح، وفلاحٌ خبير في استدراج الأوبئة والأمراض لأجساد الأسرى، لاستنبات الموت في أعدائه الأسرى تحت وطأة منع الغذاء الجيد والمعقّمات والمنظفات والكمانات وأدوات الوقاية الأخرى.

الأسير الصحفي/ منذر مفلح
سجن ريمون