الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته يكتب

يوم الأسير الفلسطيني والكورونا، بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

يوم الأسير الفلسطيني والكورونا - بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح - خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

يأتي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، في لحظات صعبة، حيث يقبع شعبنا والعالم بأسره في سجن الكورونا، وهو ما يعني تقاسم همّ السجن مع الأسرى هذا العام، فلسنا وحدنا، والذكرى هي تعبير رمزي لحالة عامة يخضع لها شعبنا، وشعوب الأرض كافة.

صحيح أن السجن الإسرائيلي، وظروفه القاسية، وحالة الإهمال التي تتعمدها "مصلحة السجون"، بل الهجمة الشرسة التي تعمد إليها، وتهيئ نفسها لها، للانقضاض على الحركة الأسيرة في أيّ لحظة، مستغلةً ظروف الكورونا، لتطال كافة إنجازات الحركة الأسيرة، بما فيها المعقمات ومواد التنظيف في أحوج اللحظات إليها، ليؤكد أن هذا الاحتلال الصهيوني الأعمى المتعصب، لا يترك فرصة إلا ويستغلها من أجل مهاجمة الأسرى، وبهذا نأمل أن يمر ذكرى يوم الأسير غدًا، دون أن يسقط ضحايا أو شهداء في صفوف الأسرى بهذا العام، وصحيح أيضًا أننا نتقاسم السجن مع شعبنا كافة من حيث تقييد الحركة، ومنع التجوال، وهذا ما نتلمسه من خلال تواصلنا مع الأهالي.

لطالما تسائل الأهل والأصدقاء عن ظروف وواقع السجن، ليطمئنوا علينا، ولكن الأسئلة والإستفسارات في هذا العام قلقة، ومرعبة أولًا على مصير الأسرى، وثانيًا متلهفة كي يلتمسوا أسلوب حياة الأسر، وكيف يمضون الأيام، ويقضون الأوقات الطويلة والأسر، وهو ما يتلمسوه من خلال تواجدهم في منازلهم، طبعًا وبدون أية مقارنات، لا يمكن أن يكون الأسر لدى الصهاينة مشابهًا لأي حالة سجن أخرى، لكن المشترك هو عودة السؤال القديم الجديد إلى النقاشات والأحاديث الداخلية، والمشتركة مع الخارج، 
ما هو السجن؟ وما هي ماهيته؟
 الجميع اليوم يريد تعريف السجن حتى يستطيع مواجهة الحالة العامة التي نعيشها ونشهدها، فلقد توسعت فكرة السجن حتى طالت الجميع، وهي مناسبة يمكن أن نستثمرها جيدًا في إحياء يوم الأسير الفلسطيني، حيث يقضي كافة أبناء شعبنا في كافة اماكن تواجدهم سجنهم أمام شاشات هواتفهم الذكية، وهي مناسبة لإطلاق رسائل التضامن والتعزيزات والرسائل للأمم المتحدة والمؤسسات والجمعيات الدولية، لإحياء يوم الأسير والتعبير عن التضامن معهم على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، اطلاق وسم و"هاشتاغ" تضامني مع شعبنا في سجنه الكبير ومع أسرانا في سجنهم الصغير، بوست للتفاعل بمعنى السجن، اطلاق أسماء الأسرى وخلق حالة عامة لتكثيف الحضور الإعلامي للأسرى بشكل عام، ولكل أسير بشكل خاص، ارسال الصور والفيديوهات على كافة المواقع، رسومات وصور تخص الأسرى، تصمينات معينة حول قضية الأسرى القدامي وكبار السن وذوي الأحكام العالية، أدعية ورسائل وابتهالات في ساعة محددة من يوم الأسير "6 مساءً" من كافة أبناء شعبنا على مواقع التواصل، الوقوف دقيقة أمام الكاميرا الفيديو، وإنشاد النشيد الوطني الساعة الثانية عشر ظهرًا تضامنًا مع الأسرى، واطلاق لحالة تضامن شعبي ووطني في مواجهة الكورونا.

مجمل القول وخلاصته، ليكن يوم الأسير الفلسطيني، مناسبة الكترونية  للتعبير الواسع والشامل، ولاطلاق أكبر عملية تفاعل افتراضي ما بين أبناء شعبنا و
الأسرى في ظل كورونا، والأسرى في سجون الاحتلال وكل أحرار العالم، لإحياء المناسبة كلٌّ بحسب إبداعه وإمكانياته، وموقعه.

الأسير الصحفي / منذر مفلح 
سجن ريمون