قصيدة بعنوان "الزنزانة"، يكتبها "المارد الاحمر"

ce5e33a2a103117c5321c61e391495e8

زنزانة - بقلم الأسير "المارد الأحمر" - خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

 أنظر إلى جدرانها 
وأقرأ بها ما لا يريده 
أن تراه محققًا 
لا شيء فيه من البلادِ
وأهلها..
اللونُ الرماديُّ
الدخانُ من الإطارات التي
اشتعلت تُقاوم كي يكونَ بقبضتي المولوتوفِ
والحجر المقدسي أزرة
حتى تقود المرحلة 
 

****

وأسمع بها صمت المقاوم 
كاتمًا أنفاسهُ..
ومموهًا بين الشجيراتِ الكثيفة
عينه كالصقر تشرب
 كل خطوات العدو 
لساعة الصفر المجيدة 
بعدها..
يتفرقون ويجزعون 
ويقتلون ويجرحون 
ولا نرى إلا جنودًا 
يتقنون الولولة

****

صوتُ السلاسلِ قادمٌ
حضّر نصيب الأرض فيكَ
من الصلابةِ واستعد
لجولة التحقيق
أنت ابنُ الترابِ
وطاقم التحقيقُ
طيفك..
والصهاينة انتهازك 
سوف يبرأوا مع الزوالِ
كالدُّملة

****

سيحاولون النيل منك
بكل أنواع الوسائل 
بالخديعة والتحايل
فاحذر التنسيق منهم 
كن نبيهًا..
لا تدع للضعف فيكَ مكانة
والصمتُ خيرُ إجابةٍ
في وجهِ كل الأسئلةِ

****

الآن..
أنت مقيّدٌ
ويداكَ خلفكَ
والمحقق جالسٌ كالبقِّ
ينتظر الطعامَ..
فلا تُدلي معلومةٌ
مهما بقيت، وإن شُبحتَ
وإن ضُربتَ..
ملخّصٌ فيك الصمودُ
وأنت كل الأمثلة

****

في غرفة التحقيقِ
شباكٌ صغيرٌ
لا تراهُ..
فكنّْ قويًا دائمًا 
لا تُبدي ضعفًا
أيّ ضعفٍ..
قد تكون هناك عينك 
للأحبة خلفهُ..
فاشحن عزيمة من يراكَ
وقلّْ له..
لو حطَّموا أضلاعنا 
لو ضاعفوا أوجاعنا 
من كل جرحٍ سوفَ
يرفع شارة النصر المهيبةَ
حنظلةَ..

****

قد يُوهموك بأنهم
فرغوا من التحقيقِ
ثم، تُقاد نحو السجنِ
كنت متأكدًا، أن المحقق
كاذبٌ..
غرف الصراصيرِ امتدادٌ للمحقق
هم من فيها اعترافٌ
منك أو معلومةٌ
تقريرك الأمني فيها 
لن يغادرها..
إلى مسؤولك الحزبي
بل لمحقق الشاباكِ
لا تنبثّ بما لا يعرفونه
بغرفة التحقيقِ عنهم 
فليس من أحدٍ له حق
ليعرف ما فعلتْ
سواك أنتْ
وتلك كل المسألةِ

****

كن موقنًا أن انتصاركَ
ليس من ضرب الخيالِ
فإن تعبت فإنهم في طاقم
التحقيق أيضًا يسقطون 
من التعب..
فاصبر ولا تركن لهم 
أشعل عيونك مثل قلبك
باللهب..
وليعرف المحتل قيمة
ما نهب..
جاءؤا عُراةٌ من أقراص الأرض
وارتكبوا المجازر
واستباحوا كلَّ شيءٍ
حينها كان الفلسطينيُّ
يجزر عمره قمحًا
ليحصد سُنبلةً
والآن، ذوقوا ما ارتكبتم 
من مجازر..
في شظايا قنبلة

بقلم: المارد الأحمر