اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال تكتب

نشرة سياسية حول صفقة القرن

F170523YS043-e1546021766208-640x400-635x357

نشرة سياسية حول صفقة القرن - خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

تشهد الساحة السياسية الدولية في المرحلة الراهنة حدث سياسي بالغ الأهمية له انعكاسات مباشرة ومصيرية على مستقبل قضيتنا الوطنية الفلسطينية ويضع فصائل العمل الوطني على اختلاف أطيافها السياسة أمام جملة من المسئوليات والتحديات التاريخية الملقاة على عاتقها فما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع الجسم السياسي للكيان الصهيوني من إعلان صريح عن ما تسمى "صفقة القرن" يؤكد لنا للمرة ما بعد الألف الانحياز الأمريكي الاستراتيجي للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين وفشل خيار المفاوضات كطريق لحل الصراع ويؤكد أيضًا مدى ضعف الإدارة السياسية للمنظومة الدولية المتمثلة بالجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها وعجزها التاريخي عن تنفيذ قراراتها السياسية في ما يخص القضية الفلسطينية الأمر الذي أدى ويؤدي إلى تزايد حجم الاستنكار والاعتداء الصهيو أمريكي على الحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني واعتمادهم على سياسات فرض الأمر الواقع بشكل يخدم مصالح النظرية الاستعمارية الهادفة إلى تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية لها جذورها التاريخية إلى قضية خدماتية وإدارية محدودة الحقوق لا تتجاوز في أفضل الأحوال سقف الحكم الذاتي الإداري ضعيف الإدارة ومنزوع السلاح.

تهدف بنود صفقة القرن إلى تضليل الحق الفلسطيني ورسم شكل جديد للدولة الفلسطينية لا تتجاوز حدودها مساحة ١١٪؜ من فلسطين التاريخية وموزعة على مناطق جغرافية ممزقة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة وسقط حق العودة واعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال وتكثيف بناء المستوطنات الصهيونية وتقطيع أوصال الضفة الغربية بهدف يقود إلى استحالة قيام دولة فلسطينية عدا عن الجانب الاقتصادي الذي يجعل من التجمعات الفلسطينية المشتتة بين أوساط الضفة الغربية على وجه الخصوص أسواق استهلاكية ملحقة باقتصاد دولة الاحتلال بشكل يهدف إلى تعميق حالة تبعية الاقتصاد الفلسطيني وربطه بشكل كلي بالاقتصاد الصهيوني لدولة الاحتلال، الأمر الذي يضع الشعب الفلسطيني بكل مكنوناته السياسية أمام تحديات كبيرة على المستوى الداخلي تكمن أبرزها في القدرة على ترتيب أوراق البيت الفلسطيني على أساس إنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار لمفهوم الوحدة الوطنية على قاعدة "وطنية الوحدة" من خلال الالتفاف حول برنامج سياسي مقاوم قادر على مواجهة التحديات السياسية الراهنة ويقود شعبنا على طريق التحرير والخلاص من الاحتلال.

وإذا ألقينا الضوء على المستوى العربي وما تمر به الدول العربية من أحداث سياسية دامية وصراعات داخلية تستمد وقودها من أطماع الاستعمار الأجنبي يستطيع التوصل إلى حقيقة مفادها أن الأنظمة العربية الراهنة والمهترئة لن يتجاوز مستوى رفضها لصفقة القرن سقف "الرفض النظري:الخمول"، دون أي ترجمة حقيقية لذلك أقضى وبات من الصعب في الفترة الراهنة وفي ظل حالة الانقسام الشديد بين صفوف الدول العربية الموزعة ما بين أنظمة موالية للإدارة والقرار الأمريكي وأنظمة أخرى ممانعة بات من الصعب الحديث عن موقف عربي صلب وموحد وباتت المصالح والأهداف العربية مختلفة بل متناقضة فيما بينها وعاجزة منذ زمن طويل عن تنفيذ قرارتها الصادرة عن الهيكل الشكلي لجامعة الدول العربية فيما يخص القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية على وجه التحديد.

أما على الصعيد الدولي فالعالم وباختصار شديد يتجه نحو "العودة للوراء" وبات ينقسم بشكل أو بآخر مابين مصالح وأطماع المعسكر الأمريكي في فرض السيطرة والنفوذ على ثروات شعوب الأرض على قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" وبين طموح المعسكر الروسي في إعادة الإعتبار لأمجاد الإرث والوجود الروسي وتأثيره على مجرى الحياة السياسية الكونية في مختلف دول العالم. 

الخاتمة: الرفاق الأوفياء تتجلى أمام هذه القراءة السياسية المتواضعة والمختصرة جملة من التحديات والمهمات الثورية الكبيرة وتبقى الحركة المركزية تدور حول قدرتنا الجبهاوية على تحصين وبناء حزبنا الثوري على ركائز وأعمدة صلبة ومنظمة يستطيع من خلالها النهوض بواقعنا الفلسطيني في شتى المجالات وحماية المشروع الوطني من مشاريع التصفية التي تحاك ضد شعبنا وحقه في التحرر والخلاص من الظلم والاستعمار وقدرتنا الثورية في التأثير على الساحة السياسية "عربيًا ودوليًا" بهدف فرض إرادة المقاومة الفلسطينية وحقوق شعبنا التاريخية للتطبيق وليس للمفاوضات. 

 

خلية المناضلة نادية البرادلي

منظمة فرع السجون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين