التفتيش

GDeJZ
المصدر / بقلم الأسير محمد عسكر

هي كلمة يعلو صداها في جميع سجون الاحتلال الصهيوني، وتتكرر في معظم الليالي، وتعني دخول وحدة من السجانين إلى غرف الأسرى بدعوى التفتيش، وماهي إلا عملية اقتحام لغرف الأسرى، وبث الذعر ودب الرعب فيهم أثناء نومهم. ورغم كل الفحوصات اليومية لعدة مرات في اليوم، كفحص الهواتف وفحص الشبابيك ومناوبة مستمرة للسجان في كل ساعة أثناء المساء وحتى الصباح، حاملاً معه مصباح ضوئي قوي جداً، والمرور به على كل غرف الأسرى.

أثناء اقتحام الغرف بغرض التفتيش يهرعون ما لا يقل عن العشرة جنود من السجانين وإدارة السجن، دون الاعتراف بالأسرى كبار السن أو الأسرى الذي يعانون من الأمراض، حيث يتم تقييد الجميع وإخراجهم إلى غرف التفتيش باستثناء واحداً فقط، عليه مراقبة عملية التفتيش ومتابعة حاجيات وأمتعة الأسرى، والتفتيش عبارة عن العبث بكل حاجيات الأسرى كألبومات الصور أو الرسائل والمذكرات والأدراج والملابس، ناهيك عن الفوضى العارمة التي يخلّفونها ورائهم كتحطيم أجزاء من أرضية الغرفة أو فتح ثقوب في جدرانها أو إلقاء الأكل على الأرض، فَلِم كل هذه الأفعال والتنكيل بحق الأسرى.. فماذا يريدون؟

فلا تكفي السجانين وإدارة السجون كل تلك الإجراءات القمعية والتعسفية، وأحياناً نتساءل إلى متى هذه المعاناة؟! فلا أحد تقريباً يهتم لأمر الأسرى ومعاناتهم اليومية، أليس مطلوباً أن يتم إعادة النظر في قضية وأوضاع الأسرى الذين باتوا مجرد أرقام تظهر فقط على شاشات الإعلام؟! فأين قيمة الأسير الفلسطيني؟! وهل غدا التعامل مع الأسرى وكأنهم حجارة صماء؟! ولماذا بات يراودنا شعور بأن لا أحد يهتم لأمرنا نحن الأسرى ولا لما نعانيه في سجون الاحتلال الصهيوني؟!

فلتذهب كل حكومات العالم الإمبريالي والرجعي إلى الجحيم، ففي هذه السجون يوجد الأطفال القُصرّ، والنساء، والرجال كبار السن، وأسرى أنهكتهم الأمراض التي تفتك في جميع أنحاء أجسادهم، للأسف فقد أصبح الأسير مضطهداً من كافة النواحي، وأصبح رمزاً للإرهاب في نظر البعض، وأعماله النضالية والتاريخية باتت محل إدانة واستنكار، بعكس الصهاينة الذين تتعاطف معهم للأسف أو بدونه، بعض الأنظمة العربية، وقدر أكبر من الدول الغربية، فهل هم أهل الديمقراطية؟! ونحن الفلسطينيون أهل الإرهاب؟! فهل انقلبت المعايير لهذا الحدبحيث بات المعتدي والمُسّتَعّمِر مقبولاً وبريئاً والمعتدى عليه والمُستعمَر مرفوضاً ومداناً؟!  وهل أصبح المواطن الفلسطيني لقمة سائغة لدى الجميع، وكأنه قطعة لحم وبدأوا بلتهامها من كافة الجهات؟ّ

من قلاع الأسر ورغم كل المعاناة والأم الذي يعتصرنا وغرف التفتيش التي تنتهك حُرماتنا وخصوصياتنا، نعلن أن الشعب الفلسطيني كان وسيبقى صامداً ومقاوماً وثائراً في وجه الاحتلال والمساومين وكل المتخاذلين، وأن الأسير الفلسطيني لن ولم يخضع، وسيبقى واقفاً شامخاً وصامداً متجذراً كجذر شجرة الزيتون الفلسطينية، رغم قمع وعنف إدارة السجون وقراراتها النعسفية.