الكبسولة وسيلة التواصل بين السجون

كبسولة الاسرى طريقة التراسل بين السجون (الكبسلة والسمسة) بقلم الأسير شادي الشرفا

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

كان لابد من الحديث عن الكباسيل في السجون في هذا الوقت بالذات حيث يتفاقم استخدامها في الآونة الاخيرة نتاج التحضير لإضراب استراتيجي عن الطعام في نيسان المقبل وفي خضم الاستعداد والتحضير لحرب الامعاء الخاوية تعمد فصائل العمل الوطني على تكثيف تواصلها بين السجون المختلفة والتي تتوزع بكافة أرجاء الوطن المحتل.

الكبسولة هي عبارة عن مصطلح يستخدم لدينا في الأسر للتعبير عن رسالة سرية صغيرة الحجم تلف بطريقة معينة تتطلب مهارة خاصة وتغلق بالنايلون وتصبح شكلها شبه كبسولة الدواء وصغر حجمها يسهل على المناضل ابتلاعها معاً حتى لا يتم مصادرتها من قبل السجانين والاجهزة الامنية الصهيونية، تكون الكباسيل مليئة بالمعلومات الأمنية أو القضايا التنظيمية وأيضا تستخدم لكتابة التقارير الحزبية والتوجيهات والبيانات ونقلها بين السجون، حيث يتم نقل الأسرى الى المحاكم او من بين السجون يومياً خاصة وإن ادارة مصلحة السجون تعمد الى فرض حالة من عدم الاستقرار للأسير عبر النقل المستمر وفي المقابل تعمل التنظيمات في السجون على استغلال هذه النقليات للتواصل الكتابي ونقل المعلومات بين كافة قلاع الأسر.

 وطريقة عمل الكبسولة هي التالي:

يتم توفير ورقة شفافة رفيعة للغاية يتم استخراجه احيانا من ورق علب السجائر أو مصادر اخرى، يتم بسطها وقصها حسب حجم الرسالة المطلوبة ثم يُكتب عليها بخط صغير جدا و بأقلام خاصة ورفيعة من الحبر الجاف ويسمى ذلك بالسمسمة واحيانا ولزيادة الحرص تكتب بأشكال خاصة تستخدمها بعض الهيئات التنظيمية في السجون وذلك في الحالات الأمنية الخاصة ثم يتم طيها بطريقة خاصة ومعقدة ثم لفها بحرص وعناية لتصبح شبيهة بحبة الدواء واحيانا تلف بخيطان رفيعة لزيادة الحرص كي لا تتفسخ بالمعدة وتتلفها الامعاء والاحماض المعوية بعدها يتم وضع (المفتاح)

وهو اشارة الى الجهة المرسلة اليها واخيرا تغلق بالنايلون الشفاف لعدة طبقات منعا لدخول السوائل اليها و يزود اطراف النايلون لإحكام اغلاقها والاشارة ان حمل الرسالة او الكبسولة يتم بطرق منها البلع او ادخالها بالجسد مثل التحاميل الطبية او عبر طرق اخرى لا يسعنا كشفها بهذا المقال، تتميز منظمات الاسر التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  ليس بانها تستخدم هذه الكباسيل بكثافة عبر السجون فحسب، وهذا ما تعرفه استخبارات السجون الصهيونية (انما ايضا بأنها تعد دورات تدريبية لكافة الرفاق اعضاء الحركات التدريبية ضمن ما يسمى بدورة المهارات والامن  لتعليم مهارة الكبسلة والسنتمة والشيفرة، كما ان ارسال وتأمين وصول الكبسولة هي ضمن برنامج التأهيل والتدريب للرفيق الجديد للأسر لتحضير  استعداديته وجراءته ومدى قدرته على تحمل المسؤوليه، اضافة الى ذلك ان تأمين الكبسولة الى الجهة المدعوة تعتبر واجب وأولوية وشرف حزبي ومن المحظورات التعامل مع الكبسولة او التهاون في الاحتياطات فالمرد هو اتخاذ اقصى العقوبات والاجراءات الانضباطية  بحد لا يتسبب اضاعتها او مصادرتها.

نشأت سياسة استخدام الكبسولة  كوسيلة تواصل بين السجون  منذ مطلع الحركة الاسيرة في اواخر الستينيات من القرن الماضي  ومازالت هذه الوسيلة تستخدم حتى الان وبنجاح، خاصة ان كل محاولات ادارة مصلحة السجون  لمنع استخدامها واتخاذ عقوبات  صارمة بحق حامليها لم تنجح بل وانها لجأت قبل سنوات من منع أوراق الرسائل الشفافة ومنع انواع اقلام خاصة للحد من استخدامها لكن كل ذلك باء بالفشل .