استهداف أبناء شعبنا بالداخل فلسطين المحتل وردعهم

وليد دقة وقرار العزل الانتقامي

المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين

إن سياسة العزل الانفرادي التي تُمارس ضد الأسرى والتي تبرز بحجة الأمن من قبل الأسير الذي يتعرّض للعزل إنما تهدف إلى الانتقام.

 أولاً:- حيث إن قرار العزل يٌتخذّ ضد كادر الحركة الأسيرة والقادة السياسيين على مستوى الوطن داخل الأسر، والانتقام مكوّن رئيسي لدوافع إدارة السجون بسياساتها وقراراتها وتعاملها اليومي مع الأسرى والردع والحد من دور الأسير المعزول، حيث يصبح العزل إجراء عقابي.

ثانياً:- استهداف حالة الانتظام الداخلي في الأسر.

ثالثاً محاولة التأثير على وعي الأسير وقدرته على الصمود.

رابعاً هناك أحداث عدة أخرى من وراء سياسة العزل الانفرادي والتي تعمل على وضع الاسير في زنزانة 23 ساعة يومية، والسماح بخروجه منها ساعة واحدة فقط لباحة السجن، ومنع لقاءه مع الأسرى نهائياً ، هذا عدا وضعه في قسم خاص  بالعزل الانفرادي، وبهذا الإطار ووفقه يرى الأسرى قرار العزل الانفرادي بحق أياً منهم.

إن قرار عزل المناضل وليد دقة لا يخرج بهدفيّته بما ذكر، فإن وليد صاحب تجربة اعتقالية سياسية نضالية ووطنية كبيرة، وهو المعتقل منذ عام 86 خاض خلال التجربة العديد من المواجهات مع إدارة السجون، وساهم بذات الوقت بالنضال السياسي وبنضال أبناء شعبنا داخل فلسطين المحتلة عام 48 وارادة الصمود والمشاركة في الحوارات السياسية العامة والمساهمة بالأفكار والآراء وبالتحديد قضية الأسرى ومعاناتهم وظهر ذلك من خلال عمله المسرحي "الزمن المتوازي" وكتاب "صهر الوعي" ومجموعة من الدراسات ومقالات الرأي والمدخلات السياسية، والتي أثارت أجهزة أمن سياسة حكومة الاحتلال كما حدث مع عرض مسرحية "الزمن الفولاذي"، حيث قادت المتطرفة (ميري ريجن) حملة ضد وليد.

 إذا قرأت أسباب عزل وليد دقة لا يمكن أن تفصل بينه وبين  حالة الاستهداف العام لحالة أبناء شعبنا بالداخل فلسطين المحتل، وبالأخص ملاحقة القوى الشخصيات الوطنية ومحاولة ردع الاسرى بالداخل، وبذات الوقت تأتي في سياق الحركة الأسيرة وقادتها الفاعلين بإطارها، وهذا يعني أن هناك حاجة مُلّحة من أجل عمل إنجاز فيما يتعلق بالأسرى أبناء داخل فلسطين التاريخية بالأخص وهذا عبر:-

أولاً:- اهتمام أوسع بأكثر من 150 أسير من الداخل الفلسطيني جزء منهم أمضوا سنوات طويلة داخل الأسر مثل كريم يونس وماهر يونس ووليد دقة وابراهيم أبو مخ وابو جابر، والذين يعتبرون من أبناء الحركة الأسيرة، وهذا عبر تنظيم فعاليات دعم جماهيري لهم وحملات تعريف لهم وبنضالهم على المستوى الفلسطيني والدولي.
ثانياً:- إشراك لجنة المتابعة العربية بالداخل الفلسطيني بتنظيم الفعاليات الداعمة للأسرى، صياغتها والتقرير بها والعمل على تحويل ساحة الداخل إلى موقع نضالي لدعم الأسرى كما هي دوماً.
ثالثاً:- إطلاق حملة دعم للأسرى في أقسام العزل الانفرادي وبمقدمتهم وليد دقة و يعتبر الأسير الذي أمضى سنوات طويلة داخل الأسر أكثر من ثلاثون عاماً والأكبر سناً في المعزولين إضافة إلى أن وضعه الصحي يحتاج إلى متابعة ورعاية دائمة لا يتم توفيرها في أقسام العزل.
رابعاً:- العمل على إقامة مهرجان جماهيري حاشد لتكريم الأسرى أبناء الداخل الفلسطيني والمحتل وأسرهم ويكون تأكيداً على وحدة منتظمة في الشعب الفلسطيني.

خامساً: مطالبة المستوى السياسي الفلسطيني الرسمي بإظهار قضية الأسرى المرضى والمعزولين عن المستوى الدوّلي، وقضية وليد دقة وعزله.
سادساً:- مطالبة هيئة شؤون الأسرى بإصدار كتاب يضم أسماء الأسرى القدامى من الداخل وبالأخص نبذة عنهم حيث يتم ترجمته إلى لغات عدة وأن يصوّر بمناسبة يوم الأسير.

سابعاً:- إطلاق حملة مراسلات إلى الأسرى المعزولين بمقدمتهم وليد دقة، وهذا عبر تعميم رقم البريد لكل سجن يتواجد به أقسام العزل وأسماء الأسرى المعزولين والدعوة لمراسلتهم.
إن دعم وليد دقة وهو يواجه سياسة العزل الانفرادي هو دعم للأسرى المعزولين والمرضى، وهو تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني ورفض التجزئة ودعم لنضال أبناء شعبنا داخل فلسطين المحتلة عام 48.