الإهمال الطبي أسلوب ممنهج للممارسة التعذيب

شهادة الأسير المريض/ أحمد شعبان عبيد

المصدر / مركزحنظلة للأسرى والمحررين

 من مدينة القدس قرية العيسوية، اعتُقل بتاريخ 6/8/2013، وحكمُ عليه بالسجن لمدة تسع

بدأت معاناتي مع المرض نهاية عام 2014 حينها شعرت بآلام حادة في عيني اليمنى، وحدوث غباشة في الرؤية، عندها توجهت الى عيادة السجن، وكعادتها لم تم بفحصي، وصرفت قطرة لي، التي لم تأتِ بأي نتيجة تذكر عند استخدامي لها.

استمر الألم وعند عودتي مرة أخرى للعيادة طلبت أن يتم تحويلي الى مختص عيون، فجاء الرد منهم بأنه تم تسجيل اسمي على الدور، وانتظرت لمدة ستة أشهر كاملة دون أن أتمكن من الفحص؛ فاضطررت حينها  أن اقدم الكثير من الشكاوي، واعتصم في العيادة، وارفض العودة الى السجن، بالإضافة إلى ضغط الفصائل على الإدارة.

 وبعد ستة اشهر تم تحويلي الى عيادة سجن الرملة لإجراء فحص طبي، وبالطبع فإن  الطريق من سجن "جلبوع" الى عيادة "الرملة" تستغرق عشر ساعات سفر بالبوسطة، ومثلها أثناء العودة، رغم أن الفحص الطبي لا يستغرق  اكثر من عدة دقائق.

 أدركت حينها بأنني أعاني من التهابات حادة في العين، وتم تحويلي الى فحص في مستشفى " العفولة"، حيث تم بعدها تحديد ثلاثة أنواع من القطرات، رفضت ادارة  مصلحة السجون صرفها لي بحجة انها مرتفعة الثمن، وغير متوفرة لديهم، فاضطررت لتوفير بديل عنها.

 وعدت للمستشفى من أجل الفحص مرة أخرى، وكالعادة رفضوا صرف الدواء الذي حُدد لي، وبعد ذلك صُرف لي دواء آخر في سجن " النقب".

 أبلغت مصلحة السجون بأن حالتي تتفاقم يوماً بعد يوم، وأنني بحاجة عاجلة الى اجراء عملية جراحية، ومنذ ذلك الحين، وأنا انتظر ومر أكثر من عام، وإلى الآن لم يتم ابلاغي بموعد العملية، وواظبت للذهاب للفحص مرات عديدة دون فائدة، وفي انتظار أمل لم يتحقق بعد في اجراء العملية!

إن أكثر ما يعانيه المرضى أمثالي هو من موضوع البوسطة، حيث أنها تعتبر عقوبة قاسية للأسير المريض، وهناك عدد غير بسيط من الأسرى يرفضون الخروج للفحص الطبي بسبب البوسطة، رغم أوضاعهم الصحية المتدهورة.