بلال كايد جبهة في وجه الاحتلال

المصدر / فلسطين المحتلة_وكالات

الجبهة التي فتحها الأسير القائد بلال كايد، من خندقه، مع الاحتلال باتت أكثر احتداماً واتساعاً لتتحول إلى عنوان رئيس للاشتباك المفتوح بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، على نحو لم يكن متوقعاً في الأيام الأولى لهذه المعركة.

 

انضمام القائد الفلسطيني أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، وثلة من قادة الجبهة في السجون لهذه المعركة أعطاها زخماً إضافياً لينفتح الاشتباك لاحقاً على أفق وطني أوسع من دور أسرى الجبهة الذين ساندوا الأسير كايد منذ لحظات إضرابه الأولى، بانضمام أسرى من بقية الفصائل لهذه المعركة، وآخرين من الأسرى والمحررين، ذوي التجارب البطولية مع حالات الإضراب.

 

وإذا كانت هذه البطولة من الطبيعي أن تحظى بهذا الاحتضان الوطني، فإن الموقف العربي الحر الذي تكرس في الأيام الأخيرة إسناداً لبطولة الأسرى الفلسطينيين، يعني الكثير في هذا الزمن الصعب للفلسطينيين وقضيتهم؛ فالموقف المساند من التيار التقدمي الكويتي ومن قوى سياسية ومنظمات مجتمعية عديدة في مصر ولبنان وغيرها من البلدان العربية، وإعلان الإضراب التضامني من قبل الرفاق في الجبهة الشعبية في تونس، والمواقف التضامنية المتزايدة من كل القوى الحية في العديد من بلدان العالم، هي ذات مغزى خاص في هذا التوقيت بالذات.

 

فمنذ انفجار الصراع العربي-العربي الذي اكتسب أبعاداً طائفيةً وتفكيكيةً، بات الموقف العربي الرسمي من القضية الفلسطينية محل سؤال، بل إن الموقف الرسمي العربي بغالبيته انتقل من مرحلة ضعف الدعم الى مرحلة اللامبالاة وصولاً إلى مرحلة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتحضير للمساهمة بفرض تسوية على الفلسطينيين.

 

لا يمكننا القول إن هذه الأيام قد ولّت لغير رجعة؛ فثُقل أحداث المنطقة والارتهان للغرب لا زال يضرب في عمق قرارنا العربي الرسمي، ولكن هذه العودة لفلسطين كقضية مركزية، هي تأكيدٌ على أولوية الصراع مع المستعمر على ما عداه، وعلى وجود قوة عربية حية لم ولن تترك فلسطين وشعبها وحدهم في مواجهة المستعمر.

 

هذا الالتفاف الوطني والمواقف العربية الحرة، تستحق أن يتم التفاعل معها من المستوى الفلسطيني الرسمي بجدية، تبدأ بالتعامل الفاعل مع قضية الأسرى باعتبارها قضية يومية ومن خلال تسريع تدويلها وتحويلها لقضية يُلاحَق بموجبها مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الدولية، نظير جرائمهم المتعلقة بمخالفة المبادئ والعهود الدولية والإنسانية بالتعامل مع أسري الحرب، وظروف احتجازهم، والتعامل مع المدنيين الواقعين تحت الاحتلال وعدم جواز احتجازهم دون سبب إلاّ لكونهم رافضين للاحتلال، ورافضين لتصفية قضيتهم الوطنية.

 

 كما يتطلب هذا الأمر الذهاب سريعاً نحو صياغة برنامج وطني يتعامل مع قضية الأسرى بتكامل وتتوحد فيه جهود القوى السياسية والشعبية والرسمية لتصبح ذات تأثير فاعل في الانتصار لقضية الأسرى على مختلف الصعد، وفي سياق هذه العملية لابد من الاتفاق على برنامج وطني موحّد لمواجهة الاحتلال، فبطولة بلال كايد ورفاقه الأسرى تمنح الفلسطيني مجدداً نافذة لإعادة تصويب البوصلة باتجاه الاشتباك مع هذا المحتل، والخروج من المربع الرديء الذي حبس فيه القرار الفلسطيني التحرري منذ أوسلو والذي فاقم من ضيقه وبؤسه الانقسام المرير كضرورة للوصول بشعبنا إلى الحرية والاستقلال.