الأسرى القادة كميل ابو حنيش ووائل الجاغوب يكتبون في #معركة_الحرية

جدلية العلاقة بين النضال الإعتقالي والنضال الشعبي

الأسيرين كميل ابو حنيش ووائل الجاغوب
المصدر / بقلم الأسرى القادة كميل ابو حنيش ووائل الجاغوب

حاولت مصلحة السجون الإسرائيلية طوال العقود الماضية إفراغ الأسرى الفلسطينيين من محتواهم الوطني وتفكيك علاقة الأسير الفلسطيني بقضيته الوطنية من خلال الضغط المتواصل على الأسرى والتهديد بسحب منجزاتهم والأهم ايقاف تفاعله مع ما يجري على الساحة الوطنية، وكان شعارهم على الدوام "اللي برا برا، واللي جوا جوا" وفي ذات الوقت حاولت الدوائر الأمنية الاحتلالية إيقاف أي هبة جماهيرية لإسناد الأسرى في إضراباتهم او خطواتهم الاحتجاجية، إلا ان هذه السياسة القمعية واجهت فشلاً ذريعاً في منع تفاعل الأسير الفلسطيني مع قضيته الوطنية واحداثها الساخنة، ولم يتوقف التفاعل الشعبي في ساحات وميادين الأسر، وهذه نقطة تُسجل للتاريخ الكفاحي الفلسطيني الذي أفشل عدة محاولات لترويض الشعب الفلسطيني وإذلاله وقتل روح المقاومة فيه.

التفاعل الشعبي الجماهيري مع قضايا الأسرى لا  ينبع من أسس شخصية او حزبية، بل هو نابع من أسس وطنية ووجدانية وأخلاقية وإنسانية وهي حلقة مهمة من حلقات النضال الوطني الذي يسعى للخلاص من الاحتلال والحصول على حريته وإعادة حقوقه المسلوبة.

وحتى لو سلمنا جدلاً مع سياسة الاحتلال القائلة "اللي برا برا واللي جوا جوا" فهل التزمت دوائر الاحتلال بهذه السياسة؟ ماذا عن الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها مصلحة السجون بحقنا كأسرى بعد فوز حماس في التشريعي عام 2006م وماذا عن الهجوم على منجزاتنا وحقوقنا كأسرى في أعقاب أسر الجندي (جلعاد شاليط) والقانون الذي حمل أسمه والذي يقضي بحرمان الأسرى من التعليم الجامعي وتقديم الطعام، حيث مازال هذا القانون سارياً رغم تحرير شاليط منذ 5 سنوات, وماذا عن العقوبات الجائرة التي فُرضت على اسرى حماس والجهاد والشعبية في أعقاب الحرب العدوانية على قطاع غزة عام 2014م والتي لازالت قائمة، وأخيراً وبعد اتمام المصالحة بين اسرائيل وتركيا، وبعد احتجاج اهالي الجنود الأسرى في غزة على هذه المصالحة دون عودة ابنائهم، هدد وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان بتضييق الخناق على الأسرى.

ان هذه السياسات تعكس الصورة المرضية والانفعالية والمشوهة لدى الاحتلال الذي لا يفوت أي فرصة للتنكيل بشعبنا الفلسطيني بشكل عام، وبالأسرى على وجه التحديد، لقد كان الإسناد الشعبي الرائع لإضراب الأسرى عام 2012م له دوراً بارزاً في انتصار الإضراب، وهذا ما ينطبق على إضرابات الأسرى (خضر عدنان، والعيساوي، علان والقيق) وغيرهم الذين انتصروا على الجلاد بفضل الدعم الشعبي المتواصل والمتصاعد.

واليوم يخوض الأسير الفلسطيني المناضل بلال كايد إضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجاً اعادة تجديد اعتقاله بعد 15 عاماً في الأسر، ويخوض رفاقه في الأسرى معركة إسناد ودعم في سبيل حريته وهذه المعركة ستتصاعد بعد العيد مباشرة وستأخذ اشكالاً متنوعة، كما وتتهيأ الحركة الأسيرة بعمومها لإسناد هذه الخطوات التي من شأنها ان تشكل عوامل دفع ضاغطة بهدف الانتصار بهذه المعركة.

اما عن الفعل الشعبي والجماهيري والإعلام المساند لهذه المعركة فقد لمسنا جدية واهمية وتصاعديته في الأيام الأخيرة، والمطلوب تكثيف هذه الفعاليات والأنشطة لتشمل عموم المحافظات الفلسطينية، وفي الداخل الفلسطيني المحتل مناطق الـ48 والقدس، والساحات الخارجية والشتات وتفعيل القوى والفعاليات الجماهيرية والسياسية والمؤسسات الحقوقية والقانونية.

كما وينبغي رفع قضية المناضل بلال كايد إلى محكمة الجنايات الدولية وإلى مجلس حقوق الإنسان باعتبارها قضية استثنائية تنتهك الحقوق الإنسانية الأساسية التي كفلها القانون الدولي وعلى رأسها الحق في الحياة والحق في الحرية وحق الكرامة الإنسانية، وهي حقوق انتهكها الاحتلال بتعريض حياة الأسير بلال كايد للخطر ومنعه من حريته بعد سنوات طويلة قضاها في الأسر وانتهاك كرامته الإنسانية من خلال استمرار عزله والتنكيل به من خلال الاستمرار بنقله من سجن إلى آخر وحرمانه من زيارة ذويه ومحاميه والضغوط النفسية التي يتعرض لها لإجباره على وقف إضرابه والإذعان لسياسة الاعتقال الإداري المتجدد وشروط العزل المذلة، وهذه المعركة التي نخوضها جميعاً – اسرى وفعاليات جماهيرية- انما نخوضها باسم الكرامة الإنسانية ودفاعاً عن حقنا المشروع بالحياة والحرية والكرامة فعلى جماهيرنا الباسلة ان تُصعد خطواتها وفعالياتها لنقل هذه المعركة إلى غايتها المنشودة.