مركز فلسطين: سجن مستشفى الرملة مقبرةٌ للأسرى الأحياء

الأسرى.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنّ الأسرى المرضى القابعين في سجن مستشفى الرملة يعانون من ظروف معيشية وصحية قاسية رغم حاجتهم الماسة للرعاية الطبية والاهتمام، الأمر الذى يمكن تسميته بالمقبرة للأسرى الأحياء الذين يتعرضون للموت البطيء.

وأوضح مركز فلسطين أنّ الاحتلال يتعمد نقل الأسرى أصحاب الأمراض الصعبة الى سجن مستشفى الرملة بدل من نقلهم إلى مستشفى مدني، حيث يقبع في الرملة غالبًا ما بين (15 - 20) أسيرًا بشكل دائم وهم أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال بينهم الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة، والأسيرة الجريحة فاطمة شاهين.

وأشار المركز إلى أنّ الأسرى المرضى في الرملة يتعرضون للعديد من الانتهاكات ويحرمون من أدنى الحقوق الإنسانية رغم ظروفهم الخاصة والاستثنائية كونهم أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال، ويعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي والقلب، والإعاقات الدائمة.

وكشف مدير المركز الباحث رياض الأشقر أنّ الأسرى المرضى في سجن الرملة يتم تقييد أيديهم وأرجلهم في أسرة المستشفى ويتعرضون لعمليات اقتحام وتفتيش مستمرة من وحدات القمع ومصادرة الأدوية الخاصة بهم، وأغراضهم الشخصية، ويحرمون من زيارة الأهل والكانتينا ويتم الاعتداء عليهم في بعض الأحيان بالضرب والشتم، ولا توفر لهم طعام خاص يناسب أوضاعهم المرضية.

وأضاف الأشقر أنّ الاحتلال بتعامل مع الأسرى في سجن الرملة بطريقة مهينة، حتى من يتنقل منهم على كرسي متحرك، ويجبرون على الصعود لحافلة البوسطة وهم مقيدون باليدين والقدمين، رغم عدم قدرتهم على ذلك، ولا تقدم لهم رعاية صحية حقيقة، حيث لا تتوفر طواقم طبية متخصصة، ويماطل الاحتلال لفترات طويلة في إجراء تحاليل او صور أشعة ضرورية للمرضى، مما يعرض حياتهم للخطر ويسمح للأمراض بالتغلغل أكثر في أجسادهم الضعيفة.

وأشار إلى أنّ سلطات الاحتلال تضلل المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية وتسوق مستشفى "سجن الرملة" على أنه مكان مناسب لعلاج الأسرى المرضى وتتوفر فيه كافة الخدمات الطبية كباقي المستشفيات، إلا أن جولة بسيطة داخل المستشفى تكشف بشكل واضح حجم الجريمة والمآسي التي يتعرض لها الأسرى في هذا المكان الذي يمارس فيه القتل البطيء للأسرى.

وأكد الأشقر أنّ القائمين على المستشفى ليسوا كوادر مدنية، إنما عسكريين يتبعون المنظومة الأمنية، ويتعاملون مع الأسرى المرضى ليس كحالات إنسانية تحتاج للرعاية إنما "مخربين وارهابيين" يستحقون الموت، إضافة إلى خلو المستشفى من الإمكانات الطبية الدنيا أو الأجهزة المتقدمة التي تساهم في التخفيف من آلام المرضى واسعافهم في حالات الطوارئ، عدا عن شبهات استخدام أجساد الأسرى للتجارب الطبية والأدوية الجديدة.

وبين أنّ إدارة السجن لا تسمح بإدخال طواقم طبية من الخارج لمعاينة الأسرى المرضى كما ترفض تسليم ملفاتهم الطبية لعرضها على أطباء خارج السجون حتى لا تتكشف الجريمة التي يمارسها بحق الأسرى والتي أدت الى استشهاد العديد منهم جراء الإهمال الطبي.

واعتبر الأشقر الخطوة التي ينفذها الأسرى اليوم بإغلاق الأقسام بشكل جزئي، احتجاجًا على سلوك إدارة سجن مستشفى الرملة تأتي لتسليط الضوء على معاناة الأسرى هناك، وتحريك الرأي العام تجاه استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم الحرص على شفائهم وسلامتهم، وخاصة الأسير وليد دقة الذي يتعرض للموت في سجون الاحتلال.

وطالب كافة المؤسسات الطبية الدولية وفى مقدمتها منظمة الصحة العالمية بتشكيل لجنة تحقيق وزيارة مستشفى الرملة، والإطلاع على الأوضاع القاسية التي يعاني منها الأسرى المرضى، وإنقاذ حياتهم من مقبرة الأحياء التي يقبعون بها منذ سنوات دون تحسن على أوضاعهم الصحية.