بقلم الأسير: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: "محاولات استعادة الردع الصهيوني"

منذر خلف.jpg

خاص_مركز حنظلة

دولة الكيان في قمة الشعور بالضعف، وهي تدرك ذلك، كما يدرك ذلك أصحاب الشأن "إيران أو محور المقاومة، حزب الله، وقوى المقاومة في فلسطين"، وقد وضعت دولة الكيان هذه، نصب أعينها مهمة استعادة الردع، بشكلٍ ممنهج وتدريجي، ابتدأ في استخدام أقصى وأقصى طاقات العنف والقوة المنفلتة باستخدام ترسانتها العسكرية تجاه المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، بحيث يظهر ذلك وكأنه رد فعل على المقاومة، وليس باعتباره احتلالًا عنيفًا بالأساس،

بما يعني ذلك تحميل المجتمع الفلسطيني، وشباب المقاومة المسؤولية عن حالة الدمار الهائل والقتل، ولتؤسس لحالة الردع في مواجهة المقاومة في الضفة، وانسحب ذلك على غزة في المواجهة الأخيرة، عبر اعتبار نفسها قد استعادت قوة الردع من خلال عمليات الاغتيال الممنهج أو استخدام القوة العسكرية الهائلة تجاه أفراد المقاومة وعائلاتهم ومنازلهم، فيما اعتبرته الحلقة الثانية من استرداد قوة الردع؛ فالكيان لا يسعى للحرب بل يخافها، لذا يسعى لتحويل حربه تجاه الأفراد "شخصّنة الحرب".

بما يعني تحويل عناصر القوة التي يمتلكها تجاه الأفراد والمجتمع، وعلى ذلك فقد انطلقت حلقته الثالثة لاستعادة الردع تجاه الخارج أو محور المقاومة وخاصةً حزب الله، اثر المناورة العسكرية الحية التي نفذها الحزب في توقيت زمني مدهش، يؤكد ذكاء الحزب، ومتابعته لنقاط ضعف وهواجس هذا الكيان.

وعلى ذلك فقد طرقت رسالة المناورة أو إظهار القوة من قبل الحزب، خزان الضعف في الزمان المناسب، زمن شعور هذا الكيان بفقدان قوة الردع أولًا، وبزمن محاولته الاستفراد بالجبهة الفلسطينية، وهذا ما عَبّر عنه مسؤول جهاز الاستخبارات الصهيوني المسؤول عن متابعة التطورات العسكرية حول الكيان بأن "نصرالله" قد يسئ التقدير والتصرف تحت منطق الشعور بضعف الكيان والشعور العارم بالقوة والثقة بالنفس تجاه الشعور الصهيوني بفقدان قوة الردع والضعف.

إلام يشير ذلك؟

في معرض استعراض القوة والمحاولات المستميتة للكيان لاستعادة قوة الردع، وخاصةً تجاه ما يسميه الكيان العدو أو التهديد الاستراتيجي حزب الله قد يطلق النار بشكلٍ عنيف، وغير مسبوق، خاصةً أنه يراهن على ضرب الجبهة الداخلية الضعيفة والهشة والممزقة للبنان.

في المقابل أعتقد أن الحزب يدرك ذلك، ويستعد للمعركة ويتهيأ لها مدركًا كما ذكرنا ضعف الكيان، كما يدرك محاولاته استعادة الردع وخاصةً تجاه لبنان حزب الله" ومن نالمفيد أن جهاز الاستخبارات العسكرية يشير إلى "حادثة مجدو" التي نفذها الحزب باعتبارها جزءاً من سلسلة حوادث أمنية نفذها الحزب وسينفذها، بما يشير إلى طبيعة المعركة القادمة، وهي أساساً أمنية تقوم على ضرب الأفراد والمواقع، والعمليات الاستخبارية التي يعتبر الكيان أن قوته تكمن هناك، ويحذر نصرالله من ممكنات تحويلها لحربٍ مفتوحةٍ أو الرّد على ما نعتقد أن الكيان يخطط له، عدة عمليات اغتيال وعمليات أمنية واستخبارية على طول جبهة الشمال.

يبقى السؤال هل تنفجر الأحداث القادمة وتَتحوّل لحربٍ هذا ما يحاول الكيان تفاديه عبر الكشف الإعلامي عن الحرب الهادئة في غطار استعادته للردع، وهذا ما أبرزه الحزب بمناورته، تحويل الحرب واستخدام التكتكيات العسكرية التي يبرع فيها الحزب، وتهدم قوة الردع الصهيونية والتي أداها في المناورة.

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول لجنتها الإعلامية والثقافية في فرع السجون، مدير مكتب حنظلة للأسرى والمحررين