الفكر التقدمي يُنظّم لقاءً حواريًا بعنوان "معركة الأسرى بين فاشية السجان وإرادة الإنسان"

ملتقى الفكر.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

نظّم ملتقى الفكر التقدمي في محافظة غزة أمس الأحد، لقاءً حواريًا بعنوان "معركة الأسرى بين فاشية السجان وإرادة الإنسان"، والذي سلّط الضوء على واقع ومعاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الصهيونية، وحضر اللّقاء لفيف من الأسرى المحررين، وأهالي الأسرى، والباحثون والإعلاميون والمهتمون بقضايا وشؤون الأسرى.

وافتتح اللقاء مسؤول الملتقى المهندس خالد نصير بالترحيب بالحضور والضيوف، وبعدها الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة الأسيرة والثورة الفلسطينية.

واعتبر نصير أنّ قضية الأسرى البواسل جزء أصيل من نضالات شعبنا الفلسطيني، وباتت مغروسة في الوعي والفكر الجمعي الفلسطيني، وتحتل مكانة كبيرة في عقول وقلوب جماهير شعبنا الفلسطيني.

وأضاف أنّ المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي انعقد في الثامن من شهر أذار عام 1972 كانت مكانة الأسرى حاضرة ضمن رؤيتها وصياغتها للبرنامج السياسي والميثاق الوطني، على أن يكون للأسرى البواسل يوماً وطنيا يحتفى بصمودهم ومكانتهم الوطنية والسياسية، وبعده اعتبر المجلس الوطني الفلسطيني في م.ت.ف يوم 17 من نيسان عام 1974 يوم الأسير الفلسطيني.

وأدار اللقاء الأسير المحرر عبد الناصر فروانة المختصّ بشؤون الأسرى ، ليبدأَ اللقاء بمداخلة مسؤول ملف الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبية الرفيق عوض السلطان، تناول فيها واقع الأسرى في الوضع الراهن، مؤكدًا أنّ عددهم في سجون الاحتلال بلغ 4800 أسير و29 أسيرة و1000 معتقل إدارى، ومنهم أسرى مرضى ويعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان وعددهم 25 أسيرًا، و350 أسيرًا من الأسرى القدامى كلهم يتسلحون بالإرادة الصلبة والصمود ومبدأ التحدي لبطش وعنجهية الاحتلال الصهيوني.

وناشد السلطان كل القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني بضرورة التسلح ببرنامج وطني موحد يعزز صمود ومكانة أسرانا البواسل.

بدوره، تقدّم زكى دبابش الأسير المحرر ومنسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية من حركة حماس، بشرح تفصيلي عن طبيعة الحراك النضالي داخل السجون والواقع خارج السجون، حيث دخل وخرج من سجون الاحتلال الصهيوني أكثر من مليون أسير فلسطيني، وتبقى رهن الاعتقال قرابة الـ4800 أسير يقبعون بين القضبان، وكل أسير فلسطيني منهم يحمل قضية وطنية وهدف، معتبرًا أن الأسرى أصبح لديهم سقف مطالب ثمنه الحرية والتحرير، وهم عازمون ومتمسكون بمعركة التحرير تحت أي ثمن.

وتابع دبابش:"لذلك وانسجامًا مع مطالبهم العادلة وأهدافهم النبيلة، عزمت لجنة الأسرى الوطنية وبالشراكة مع المؤسسات والفصائل على تشكيل جبهة وطنية عريضة تتكون من الداخل والخارج؛ للبدء بفعاليات وأنشطة وحملة وطنية شاملة تنطلق من أول أيام شهر رمضان في كل الساحات والأماكن لرفع الرايات والأصوات المساندة لقضية الأسرى، وأن تكون الجماهير وكل مكونات شعبنا الفلسطيني جنبًا إلى جنب مع حراك أسرانا البواسل، والعمل سويًا على تبنى شعار المرحلة القادمة وهو بركان الحرية أو الشهادة".

من جانبها تطرقت والدة عميد الأسرى الأسير ضياء الأغا والناطقة الإعلامية باسم أهالي الأسرى في القطاع المناضلة أم ضياء الأغا إلى حجم المعاناة والأساليب الفاشية التي تتعامل بها إدارة السجون الصهيونية مع ذوي وأهالي الأسرى فيما يخص الزيارات وحرمانهم من أبسط الحقوق، مطالبةً بضرورة إنجاز المصالحة والوحدة الوطنية من أجل قضية الأسرى البواسل وسرعة التدخل من أجل تعزيز صمودهم وحمايتهم من التنكيل والبطش الصهيوني.

من جانبها، أكّد تامر الزعانيين مسؤول الفعاليات في مؤسسة مهجة القدس ومسئول لجنة الأسرى والشهداء في حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة العمل ضمن خطة وطنية استراتيجية لحماية الأسرى من تبعات الوضع الراهن داخل الكيان الصهيوني، والمتمثل بصعود التطرف الصهيوني على سدة الحكم والتهديد بسلسلة من العقوبات على الأسرى الفلسطينيين، مطالبًا كل القوى الوطنية والإسلامية في التسريع من إنجاز صفقات تبادل الأسرى وضمان حريتهم وانتزاع حقوقهم.

وفي السياق، وخلال مداخلةٍ له، قال محامي مؤسسة الضمير أ. علاء سكافي إنّ إدارة سجون الاحتلال الصهيوني تتغنى بسن قوانيين مخالفة ومنافية للقوانيين الدولية لحقوق الإنسان، ومع وصول الحكومة اليمينية الفاشية الى الحكم تعالت الأصوات في الوسط السياسي والعسكري الصهيوني بإجراءات تمس وتصادر حقوق الأسرى، وتمهد لمرحلة خطيرة وكان أبرزها قانون اعدام الاسرى وهي انتهاك واضح لمعايير حقوق الانسان وقوانين أخرى مثل قانون المقاتل الغير شرعي، قانون شاليط، قانون التغذية القصرية، وإلغاء قانون اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الانسان الذي يكفل كرامتهم وحقوقهم كمعتقلين وأسرى.

كما أشار إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية لمواجهة سياسات الاحتلال تجاه الحركة الاسيرة وتكثيف الجهود لإسناد ودعم الأسرى وإعطاء قضيتهم أولوية في أجندات العمل الرسمي والحقوقي والدولي.

وفى نهاية اللقاء فُتح باب النقاش وتوجيه الأسئلة من قبل الحضور، وكان من أبرز المداخلات - توجيه التحية والاجلال الى والدة الأسير أم ضياء الأغا ووالد الأسير محمد الحلبي وكل أهالي الاسري البواسل القابعين في سجون الاحتلال.

وأوصى اللقاء بالعمل سريعًا على إنهاء الانقسام البغيض، وعودة اللحمة والوحدة الوطنية بما فيها تشكيل جبهة وطنية موحدة بهدف الحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضية الاسرى، والتأكيد على ضرورة الدعم والاسناد بكل الطرق والامكانيات للحركة الاسيرة وتعزيز صمودها.

كما شدّد على ضرورة الوقوف أمام تقصير لجنة الصليب الأحمر في قطاع غزة في أليات التعاطي مع أهالي الأسرى، واحترام الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأسرى والمقامة على ارض الصليب الأحمر.

ملتقى الفكر6.jpg
ملتقى الفكر2.jpg
ملتقى الفكر5.jpg
ملتقى الفكر4.jpg
ملتقى الفكر3.jpg
ملتقى الفكر1.jpg