الجبهة الشعبيّة في لبنان: قضية الأسرى ستبقى على سلّم أولويات الجبهة

مركز حنظلة_بيروت

بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، ولجنة الأسير يحيى سكاف، انعقد لقاء وطني لبناني - فلسطيني جامع في قاعة الشهيد خالد الدبدوب  في جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة، أمس الثلاثاء، وذلك رفضًا لقانون اعدام الأسرى الصهيوني المخالف للقانون الدولي وحقوق الانسان، وتحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وتضامنًا مع الشيخ المعتقل الإداري خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ اعتقاله قبل شهر، وتحية للشهداء والجرحى الذين يرتقون كل يوم في المواجهات البطولية مع الاحتلال في فلسطين، وفي مواكبة للحملة الشعبية العربية الدولية لكسر الحصار عن سورية.

وافتتح الأستاذ معن بشور اللقاء بتوجيه "التحية إلى الشهداء الذين يرتقون كل يوم في أرض فلسطين وعلى كل أرض عربية، وإسلامية وكل أرض في هذا العالم، واليوم نبدأ أيضًا بتوجيه التحية إلى الأخوة في حركة الجهاد الإسلامي على انجاز الاستحقاق الديمقراطي المضيء، وخصوصًا أن تنجح حركة مقاومة مسلحة في فلسطين رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، سواء في  ظل الاحتلال أو في ظل الحصار أو في الشتات، فهذا الإنجاز الذي حققته حركة الجهاد، كما حققته قبل فترة حركتا حماس وفتح وكل إخواننا الفلسطينيين، هو تأكيد بأن الشعب الفلسطيني بقدر ما هو متمسك  بالتحرير والمقاومة هو متمسك ببناء علاقات ديمقراطية سليمة  على مستوى التنظيمات وعلى مستوى الشعب الفلسطيني عمومًا".

واستنكر بشور "ما جرى فجر على مطار حلب من عدوان صهيوني يريد أن يستكمل الحصار المضروب على الشعب السوري".

وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، قال نائب مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية في لبنان فتحي أبو علي، إنّ "أكثر من 40 أسيرًا يواجهون العزل الانفراديّ في سجون الاحتلال الصهيوني، وإن 7 أسرى منهم يعانون أوضاعًا صحية ونفسية صعبة، كما أن أعداد الأسرى المعزولين شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، في الأعوام الأخيرة".

ورأى أبو علي، أنّ "سياسة العزل الانفرادي من أخطر السياسات، التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، بحقّ الأسرى وهي من السّياسات الثّابتة، والتي صعّدت منها، بشكل خاص بعد عملية (نفق الحرية) البطولية"، موجهًا "التحية كل التحية للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني".

وتابع أبو علي: "يجب أن نقوم بأكبر حملة تضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني ونرفع الصوت عاليًا لمطالبة المنظمات الدولية والحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الانسان للعمل والضغط على العدو الصهيوني من أجل اطلاق سراح الأسرى من سجونه، والأسير خضر عدنان يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام رفضًا لاعتقاله، في ظروفٍ اعتقالية صعبة في زنازين معتقل (الجلمة)، منذ اعتقاله ويواجه تدهورًا مستمرا، وهو بحاجة إلى متابعة صحية، خاصة وأنّه تعرّض للاعتقال (12) مرة، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو ثماني سنوات، معظمها رهنّ الاعتقال الإداريّ، وخلال هذه السنوات خاض خمسة إضرابات سابقة عن الطعام منها أربعة إضرابات رفضًا لاعتقاله الإداريّ"، مُؤكدًا أنّ "قضية الأسرى ستبقى على سلّم أولويات الجبهة".

وقال أبو علي: "ندين ونستنكر ما يتعرض له الأسير القائد خضر عدنان وكافة الأسرى على أيدي السجانين والهدف هو كسر عزيمتهم وارادتهم وتصميمهم على نيل حريتهم، ولكن أسرانا مصممون على انتزاع حريتهم من براثن وقيد المحتل الغاصب، فالتحية للأسير عدنان وهو يواجه سجانيه بكل ارادة وتصميم لانتزاع حريته".

وتابع أبو علي: "الأسير يحيى سكاف هو ابن بلدة بحنين المنية الواقعة شمال لبنان، ويعتبر واحداً من اثني عشر مناضلاً سطروا في "نهاريا" بفلسطين المحتلة أروع ملاحم البطولة، وفي هذا العام، يطفئ الأسير يحيى سكاف شمعة أسره الخامسة والأربعين، والعدو لا يزال يحرم عائلته من رؤيته، لا بل يمنع المنظمات الإنسانية من لقائه، رافضاً الاعتراف حتى بأنه موجود تحت الأسر، وفي الوقت الذي تؤكد الحقائق أنه موجود في السجون الصهيونية. وكانت آخر هذه الحقائق اعتراف المدير السابق للاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" شلومو غازيت، في تصريحه لصحيفة "هآرتس"، بأن الكيان الصهيوني كان يحتجز في السبعينيات سجيناً، لم يكشف عن اسمه، كان يُعرف بـ"السجين إكس"، ففي ذكرى اعتقاله نطالب المنظمات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالضغط على كيان العدو الصهيوني للكشف عن مصيره".

ووجه أبو علي "التحيّة للأسرى خضر عدنان ويحيى سكاف وجورج عبد الله و أحمد سعدات والبرغوثي وكافة أسرانا البواسل، والتحية لشيخ الأسرى القائد فؤاد الشوبكي الذي لم يبق على إطلاق سراحه سوى أيام قليلة ليعود إلى مكانه الطبيعي بين أهله وشعبه حرًا عزيزًا".

2.jpg

ثم تحدث كل من ممثل حركة الجهاد الاسلامي أبو وسام محفوظ، وأمين سر فصائل منظمة التحرير وحركة فتح سمير أبو عفش، والمحامي عمر زين (الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب، منسق عام اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني)، والبروفسور رائف رضا (رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني)، وجمال سكاف (لجنة الأسير يحيى سكاف)، ومشهور عبد الحليم (حركة حماس)، وعباس قبلان (حركة أمل)، وعلي أبو سامح (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، ومهدي مصطفى (الحزب العربي الديمقراطي، مقرر لقاء الأحزاب)، والأمين سماح مهدي (الحزب السوري القومي الاجتماعي)، والمحامي قاسم صعب (المؤتمر الشعبي اللبناني)، ومحمد عويص (أمين سر حركة فلسطين حرة)، وأحمد علوان (رئيس حزب الوفاء اللبناني)، وحربي خليل (حركة أنصار الله) وسالم وهبه (حركة الانتفاضة الفلسطينية)، وفارس عبد الله (حركة فتح /الانتفاضة).

وأجمع المتحدثون على توجيه "التحية إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني في تحركهم الذي يقومون به بوجه الجلاد الصهيوني وبأنهم هم الاحرار والجلاد هو السجين والمعتقل، فيما نددوا "بالعدوان الصهيوني الجديد على مطار حلب الذي يستقبل يومياً طائرات الإغاثة من البلدان العربية والأجنبية إلى منكوبي الزلزال في سورية"، ورأوا فيه "تأكيدًا جديدًا على دور العدو الصهيوني في تصعيد الجرائم الإنسانية ضد الشعب السوري وتصعيد الحصار عليه بهدف كسر ارادته وتمزيق وحدته".

كما كان هناك كلمة مسجلة لزوجة الشيخ خضر عدنان وجهت فيها التحية للحضور، داعيةً إلى ضرورة تكاتف كل الجهود من أجل الافراج عن الأسرى من السجون الصهيونيّة.