بقلم الأسير: منذر خلف مفلح

مقال بعنوان: "سحب الجحيم" إزالة الغبار عن وجه أقمار التجربة

منذر خلف.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

تقرير عن كتاب خاص بمركز حنظلة للأسرى والمحررين

قَدمّ لنا الكاتبان القياديان في الجبهة الشعبية خليل خليل وقاسم بركات، حقًا سُحبًا من الجحيم أمطرت نيرانًا وبركانًا على رؤوس أعدائهم، تجربة قل نظيرها في تجارب النضال العالمي لأقمار أثاروا سُحب الجحيم في وجه أعدائهم، وتغطوا خلفها في إيثارية أنقطع نظيرها.

"يستعرض الكتاب تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة، وخصوصًا تجربتها النضالية والكفاحية في المحافظات الوسطى من قطاع غزة، ليؤشر على حجم وعمق وضخامة هذه التجربة، التي قدمت فيها الجبهة الشعبية كل طاقاتها، ودعمتها بكل الُسبل".

وقدم الكاتبان الرفاق الذين وقفوا خلف التجربة، مستنبتين من قدراتهم وكفاحيتهم العالية وتضحويتهم تجربة عسكرية قل نظيرها فهم رفاق أضافوا للتجارب العالمية، ولكن للأسف لم يقدم أحدًا قبل إصدار هذا الكتاب على إزالة الغبار عن أقمار التجربة من نساءٍ ورجال بنوا أمجاد غزة، وقدموا نموذجها الأول الذي نراكم عليه هذه الأيام.

لقد قام الكاتبان برفد المكتبة الجبهاوية والوطنية بتجربة الجبهة الشعبية والنضال الوطني الفلسطيني في فترة زمنية محددة، جسدت تضحيات لأولئك الذين خاضوا التجربة، وعمقوها ببطولاتهم ورووها بدمائهم.

هؤلاء الرفاق الذين بنوا تجربتهم أمجادًا في مواجهة الاحتلال وفاشيته، وقدموا لنا الدروس وصنعوا البطولات، حتى أصبحوا قمم شامخة أشرقت في الزمن الصعب، أولئك الذين لا نزال نباهي بهم الشمس، عشرات النساء والرجال الرفيقات والرفاق الذين حلموا بالشمس، ولم يكتفوا بالحلم، بل أناروا الشمس بدمهم ونضالاتهم، وزرعوا بإرادتهم الجنة على أرض النضال فلسطين، لم يكونوا فقط جسرًا عبر إليه الآخرون، بل انتصروا وقوفًا، لتكون هاماتهم وأكتافهم أرضنا الصلبة نحو الحرية، وجباههم وأسمائهم عناوين دربنا إلى المجد.

أولئك هم أبطال الجبهة الشعبية المجهولين، والذين أعاد الكتاب إحياء تجاربهم، ليس فقط تسليط الضوء على تجاربهم، بل تذكير الأجيال التي تتسلح بالقيم والمبادئ بأنهم ملة وصايا رجال الزمن الصلب، لنستمر على دربهم، نحيي طقوسهم النضالية، لنكون على مستوى التحدي أن نكون الند، الذي جسدوه في مواجهة عدونا، ولعلنا هنا نظلمهم لأنهم كانوا أكبر من عددهم، فاحتفظوا بالسر إلى ما بعد الموت ليصبحوا مرافئ للحياة والنصر.

جاءت تجربة سحب الجحيم لفتح موانئنا للنصر، وراكمت ما استطاعت من تجارب رجال الزمن الصلب الذين كانوا على قدر المعركة، وهنا كان لابد من إضافة تجارب وأقمار ربما تأتي كجزءٍ ثانٍ وثالث، وربما رابع عن تجربة جيفارا غزة في عموم غزة، وأبي منصور في جبال الخليل، وغيرها الكثير من التجارب علنا نستطيع تمليك سر البطولة، ذاك لجيل التحدي والبطولة والنصر لا محالة حتى نتمكن من قطف ثمار النصر كثمن للتجارب والبطولات والتضحيات، ومسيرة الدماء المستمرة منذ نضالات رجال الزمن الصلب والذين ذهبوا أسرى وشهداء.

وأخيرًا، تأتي تجربة سحب الجحيم كجزء من ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الهزيمة، وفي مواجهة الترهل الثقافي والقيمي والإعلامي، فهذه التجربة لا يجب أن تبقى في الكتب والقراءات النخبوية، بل يجب نشرها على أوسع نطاق في وسائل الإعلام الجديد، وإعادة انتاج هذه المادة بالاتفاق مع مؤسسات إعلامية، دراميًا وسينمائيًا وتلفزيونيًا.. الخ.

بقلم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية، مسؤول الإعلام في فرع السجون، مدير مركز حنظلة للأسرى والمحررين

لمطالعة كتاب سحب الجحيم الطبعة الثانية pdf اضغط هنا