بيان صادر عن الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال في الذكرى العشرين لاستشهاد القائد الوطني والقومي والأممي الكبير "أبو علي مصطفى"

O1cLZ.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

الرفاق الأوفياء لجدول الدم الجارف من نزف الجراح الثابتون على المبادئ، الصابرون على أغلالِ القيد والسجون والمستمرون بنضالهم الذي لم يتوقف عند حدود ثأرهم، نُحييكم بتحية الانتماء تحية الشهيد الذي سقى بدمه عشرون ربيعًا ونقف وإياكم لنحيي ذكرى أحد أبرز قادة الثورة الفلسطينية والتحرير العربي والقومي وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي اغتاله الإرهاب الصهيوني في السابع والعشرون/آب 2001م في مدينة رام الله، وهو الرجل الذي لا يمكن إختصار سيرته الكفاحية في سطورٍ أو فكرة، أبا علي نعليه فينا مناضلًا وقائدًا فذًا شقَّ طريقه في حزبنا الثوري وكان من النواة الأولى والمُؤَسِّسة لحركة القوميين العرب والجبهة الشعبية مع ثُلةٍ من رفاق دربهِ، فكانوا بين قلةٍ تمرُّ بالتاريخ خطفًا ولكنَّها تتركُ دويًا فما ثبتتّْهُ دماءهم مُحالٌ أن يزاح أو تنثره رياح الزمن، فكانوا الخلطة الثورية النادرة التي ارتسمت بأصالة الثائر وإصراره وعزيمته التي لا تهدأ ولا تتعب، فكلُّ من عرِف أبا علي وتشرَّف برفقته عرف الإنسان النقي والحازم *** والعاصفة، العلي والمتواضع في مواقفه الصلبة التي لا تهادن والوفاء مرافقًا دائمًا لخطاه في عودته ومنفاه، في ذكراه كنا وما زلنا عاجزين على تجاوز الانقسام، مُكبَّلينَ بكارثة أوسلو وتبعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية وطغمة سياسية متنفذة ما زالت تُراهنُ على مصير شعبنا عبر مفاوضاتها العبثية ومارست وتُمارس كل أشكال الريع السياسي حتى أفلست فأخذت تتوهن الفتات تحت وطأة الابتزاز في خدمة مصالحها وحماية وجودها، فطالَ فسادها وأصبحت أكثر عددًا وأشدَّ شراهةً ونهمْ، تبدو* أصحاب الكلمة وتعتقل وتُنكِّل كلِّ من ينتقد أو يفضح زيفها وكلماتها المُضلِّلة وممارساتها التي ما هي إلا أغلالًا إضافية على شعبنا وهي نفسها اليوم تقف عقبةً كئباء أمام كل الاستحقاقات والاتفاقيات الوطنية التي من المفترض أن تكون مقدمة لإعادة بناء وتفعيل مؤسساتنا الوطنية على أُسسٍ كفاحية توفر اشتراطات الصمود في المواجهة مع التناقض* الرئيسي وعدوانه المستمر على شعبنا، فهذه الفئة الغير موثوقة عاجزة عن أن تقدِّم حلول تليق بتضحياتِ شعبنا على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي من قدًّمت جواز سفر لدويلات الذل العربي للمرور في طريق التطبيع والتخلي عن القضية والشعب الفلسطيني ومارست وما تزال دورها المعروف كامتداد ووكلاء للاستعمار الذي يُشوِّه الطبيعة الإنسانية ويُغذِّي الانقسام والفتن الطائفية والمذهبية، ويضع هذه الزعامات المستبدة في ضعة زائفة تاركةً شعبنا يرزخ تحت هذا الخراب راكضًا وراء لقمة العيشِ المنهوبة من قبل من هانوا واستهانوا ولم يبقى لهم في الصحوة من أمل وما واقعنا الراهن إلا خدمة مجانية للمحتل يمنحه عمرًا أطول في إحتلاله واضطهاده.

أبا علي، لو كنت هنا لقلت لنا : " قافلة الماضي لم تصل بكم إلى أيِّ مكانٍ ما دام الوجهة مستقبلكم" ولقلت لنا الوحدة الوطنية ليستْ شعارًا للسباق كمن يريد أن يضع العربة أمام الحصان، لقلت وأنت تقف في مقدمة الجموع التي تحفر الخنادق وتطلق الصواريخ وتضغط على الزناد وتقاوم ولا تساوم ولكنتَ تقود الجماهير بالآلاف في مدن الضفة تجاه حواجز القهر الصهيوني ولقلت لنا "المقاومة المنظمة والواعية توحدنا، ووحدها الحصان الرابح الذي يجرُّ العربة في ممرات التيه والضياع إلى المسار الصحيح والسليم، والوجود الحر والكريم"

رفاقنا الأحرار..

إن نماذج الصمود والتحدي التي أظهر شعبنا أبهى صورها في العدوان الدموي التي شنته آلة الموت الصهيوني في قطاعنا الصامد والمقاوم كما على قرى وبلدات ومدن الضفة الثائرة وجماهير شعبنا في القدس الأقداس التي خرجت بالآلاف لتدافع عن وجودها وثباتها وصمودها وعروبتها فأشعلتْ فتيلَ المواجهة التي طالت نارها أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل الذين هبوا في قراهم ومدنهم ومختلف تجمعاتهم لنصرة غزة والدفاع عن القدس والتلاحم مع شعبهم في كل أماكن تواجده، مؤكدين للعالمِ أجمع وللعدو الصهيوني وأعوانه وأدواته بشكلٍ خاص ألَّا تعايش مع المغتصب وبأن سنين التهميش والتمييز وسياسات الفصلِ والقهر وقوانين الإرهاب الصهيوني العنصرية ما زادتهم إلَّا عروبةً وانتسابًا لشعبه وأرضه وقضيته وهويته، فأشعلوا أرض فلسطين نارًا تحت أقدام غزاتها وأثبتوا للقاصي والداني بأن الحقوق والثوابت الوطنية لا تسقط بالتقادم وبأن المواجهات القادمة ستقلب المعادلة رأسًا على عقب وبأن عجلة التحرير تتحرك ببطءٍ نعم إنما بثبات، كل هذه الأحداث التي كثفها أيار الأخير أكدَّت ولو بعدَ حين بأن رهانَ أبا علي وكل من سبقه أو تبعه على درب الكفاحِ والاستشهاد هو رهانٌ صائب لا تنفكُّ الأيام لما تحمله من أحداثٍ وتطورات تؤكدُه وتزكيه وخيار المقاومة والصمود والانتصار لحقوق ومبادئ وثوابت الشعوب ينجلي ويزداد لمعانه في زمن الهبوط والانحطاط والتهافت على موائد الذل واللؤم الإمبريالي الصهيوني الذي مهما امتلك من طغيان وتفوق في القوة والبطش فهو في المحصلة هش وسيرحل حتمًا أمامَ يقظة الشعوب قادمة لا محالة.

في الختام..

نؤكد لشهيدنا الذي فقدت الأمة العربية وأحرار العالم برحيله صوتًا من أصواتها وسندًا غاليًا وإنسانًا زرع الأمل وعرف أن حصاده يحتاج إلى التضحيات الجسام فقدَّم وتقدَّم، أننا على عهد الشهداء باقون ولوصاياهم حافظون حتى النصر وحتمًا لمنتصرون.

رفاقكم في اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

27-8-2021