إقرأْ
إقرأ بسم غزةَ
ما تشاء النشيدْ
إقرأ بسم غزةَ
ما تريد من الدعاءْ
إقرأ بقايا مصحفٍ نزف المعاني والسُوَرْ
إقرأ تعاويذ النساء
وهُنَّ يرفأْنَ الحياةَ بخيط صوفٍ
ثم يَغزِلْنَ القدَرْ .
إقرأ كيفَ يبتسمُ الشهيدُ
وكيف ينبعث " الرمادُ " إذا أراد
نزالَ موتٍ دَجَّجوه بكلِ آالهةِ الخرابْ .
إقرأ بصمتك كيف ينتحبُ الحَجَرْ
أو كيف ترتجل الصبايا أُغنيات ٍ
" جاهلياتِ " الإباءْ
 
أو كيف يَجْدِلْنَ الظهيرةَ
بانسلالات المساءْ
إقرأ وصايا الأنبياء الأشقياءْ .
إقرأ لوحدك بضعَ آياتٍ من الألعاب ِ
فجّرها الغزاةُ بحضنِ أطفال المخيّمْ ./
إقرأ بسم غزةَ
ما مِنَ الأحجارِ نصراً قد خَلَقْ
إقرأ غزةَ الأكرَمْ
علمتك بلا قَلَمْ ./
إقرأ بسم هذا الرَّدْم ِ آلاء الرمادْ
فبأي أشلاء النساء ترى البلادْ
ترى ثموداً قد كساها ربُّ هذا القصفِ
وَبْلاً
من ركام بيوت عادْ ./
 
إقرأ بسم غزةَ
طفلةً وُلِدتْ فماتتْ
طفلةً وُئِدتْ فعاشت
طفلةً أخرى ما بينَ بينْ
رُسِمتْ بلون الفحم لحماً ناضجاً ،
جَسَداً تَهتَّكَ بالقنابل والركامْ
روحاً ترفرفُ كالحمامةِ
فوق أرصفةِ الخيامْ
إقرأ بسم غزةَ
سورَةَ الميلاد من بين الحطامْ ./
إقرأ تعاليم الرسولات الأخيرةْ :
( بعضاً ) من البُّنِ المخبّأِ في يدي الجارةِ الثكلى
ضعوه بجرح ذاك الطفلِ يندمل البكاءُ
ويصمتُ الوَشلُ البطيء عن الصراخْ .
 
( نصفاً ) من الشال المعلق فوق غسيل تلك الجارةِ النَّزْفى
يُضَّمِدُ روح تلك الطفلةِ الوردةْ
يلفُّ تشَقُّقاً في القلبِ ظلَّ يَنِّزُّ ماءَ الزَّهرِ
فوقَ مساطبٍ للإنتظارْ
( رشحاً ) من الماءِ النظيفِ
دعوه يمرُّ مرور اليمامِ
على شفتيّ الإله الصغير المُمَدّدِ
في اللازمانْ ./
إقرأ قليلاً
من أنين صغارها
تقرأُ حين تقرأُ : قهرها مع نصرها وأُوارِها
أو باسمها فاقرأ يماماً عابقاً بالنار
مُغْبَّرَ الضفائر والخدودْ
إقرأ بسم غزةَ تحت أقدامِ الصغيرات الصغيرةِ
 
ما تَرَّسَمَ من حدودْ .
إقرأ بسم غزةَ ما تريدُ وما تشاءْ
إقرأ صحيفةَ هذي الأيام تعْلمْ
أنَّ غزةَ قد أُحيلت للنقاش ككارثةْ
إقرأ سياساتٍ لعَبسٍ
يعتلي " فرسانها " خيلَ السباق
لجني محصول الدماءْ
إقرأ شطايا أُخرجتْ من جسم داحسَ في الوغى .
_ لا تجتهد في النّصْ _
واقرأْ نزيفَ اليومِ تدْرِ
ما جرى في حربِ أمسْ . /
إقرأ  بسم غزةَ
- إنْ مُنِعْتَ من اشتمام ترابها
أو لم تزرها – شعرَ أرصفةِ الرماد
 
فهذهِ آياتُها
إقرأ
معاني النزفَ في وجع الحدادْ ./

بقلم الأسير أحمد العارضةج

سجن ريمون الصحراوي

يوليو-2021