كتب الأسير محمد الزعنون من زنزانته في سجن ريمون الصحراوي في ذكرى الأول من آيار..

يا عمال العالم اتحدوا

IMG_٢٠٢١٠٣١٧_١٠٠٤٢٣.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

لا زالت الصرخة يعاد ترديدها في كل المناسبات والوقفات الثورية، إن هذه الصرخة المدوية لم تعبر من ترفٍ فكري أو رغبة لإطلاق الشعارات والعبارات الرنانة المنتفخة الخالية من المضامين والمعاني الثورية، وإنما تكثيف عملي ومادي للواقع الملموس عبر قليل ملموس يقود لمنهج فكري ونظرية ثورية تتخذ من طبقة العمال الناشئة عامل للثورة لإسقاط وتغيير النظام الرأسمالي كتشكيلة اقتصادية واجتماعية المؤسسة على الاستغلال والاستبداد والقهر والنهب التي استهدفت ونهشت قوت وقوة العمال الجسدية والعضلية والذهنية لصالح الرأسمال عبر إرساء النظام الذي يحافظ على مصالح طبقة الرأسمال ويدعم استغلالها وامتصاصها لطاقات الطبقة العاملة والكادحة.

ويتضح العمق وبعد النظر والقراءة المستقبلية الكامنة في الفلسفة والتحليل الذي استند إليه المفكران الثوريان ماركس وانجلز عبر بيانهما الشيوعي الأول في العام 1848م والذي يؤكد أيضًا أن الفكر العامل النظري والنقيض الطبيعي لفكر الاضطهاد والظلم والتوحش الرأسمالي، وجاء الفكر الماركسي كرد طبيعي ثوري على عملية العنف للعمال التي حاولت الرأسمالية ترسيخها في نظام الاستغلال، وأن الفكر الماركسي هو فكر الثورة النظري الموائم والملائم لطبقة العمال الكادحة بعد فرز نظام الانتاج الرأسمالي كطبقات متناحرة وتأجيج الصراع النظري والطبقي الذي أدى بالضرورة لوجود فكر ثوري نقدي قادر على أن يؤطر نضالات العمال ويوجهها في صراعها التناحري مع الطبقة والنظام الرأسمالي عن طريق رفع منسوب الوعي الطبقي والفكري والنظري لامتلاك الأسس الفكرية المنهجية في صراعنا القومي والطبقي وهذا يؤكد على ضرورة القراءة للفكر الماركسي الذي يشمل:

1- الفلسفة (المادية الديالكتيكية والتاريخية) 

2- الاقتصاد السياسي 

3- الشيوعية العلمية (الاشتراكية في طورها الأول والثاني)

وحتى نستطيع المبادرة الخلاقة المبدعة وأن نصبح في طليعة النضال عبر الوعي للدور التاريخي المطلوب بحاجة لفهم جوهر الصراع الطبقي الذي يقود بالضرورة للإرتقاء نحو تأطير الوعي وإطلاق العنان للممارسة والنظرية السليمة المعبرة عن الطبقة العاملة التي تعيد الأساس في عملية البناء والإرتقاء بالوعي الثوري.

إننا اليوم ورغم ما قد يبدو من تراجع نظري بعد انهيار المنظومة الاشتراكية إطلاق بعض النماذج الأخرى ما زلنا مدعويين كأحزاب ثورية ماركسية لرص الصفوف وضرورة النضال الطبقي العمالي الأممي في في مواجهة السياسات والمخططات الرأسمالية التوسعية المهيمنة على ثروات ومقدرات الشعوب والأمم وذلك يتطلب النظام المحكم في ساحات دول المركز انطلاقًا من الأطراف لاستكمال حلقات محاصرة الرأسمالية في كافة بقاع الأرض، وهذا ما يؤكد قوة وصحة الرسالة والدعوة الصادقة للاتحاد الأممي العمالي لمحاصرتها ومواجهتها وإسقاطها كسياسة وكمشروع وكمخطط توسعي والذي لن يأتي دون جبهة ثورية عريضة تلف في طياتها وتنصهر فيها كافة الأحزاب والقوى اليسارية والديمقراطية، فانتصار الرأسمالية الإمبريالية على الاشتراكية في الحرب الباردة لم يعمل على حل التناقضات الكونية وفي مقدمتها التناقض بين العمل والرأسمال، وحركة التحرر الوطني والإمبريالية، الأمر الذي يبقي أسباب الثورة قائمة، وما الأزمة التي يعيشها نظام العولمة الإمبريالية اليوم سوى الدليل على ضرورة التغيير وبناء المجتمع الاشتراكي الإنساني البديل الذي يضع حدًا للقهر والاستغلال والتغيير على أساس الطبقة والقومية واللون والجنس.

عاش الأول من آيار 

عاشت نضالات العمال

عاش نضال شعبنا

 

الأسير: محمد الزعنون

سجن ريمون الصحراوي