كتب الأسير محمد الزعنون من زنزانته في سجن ريمون الصحراوي بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني

في يوم الأسير الفلسطيني

IMG_٢٠٢١٠٣١٧_١٠٠٤٢٣.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

بقلم الأسير محمد الزعنون

لطالما شكلت الحركة الأسيرة وعبر تاريخها الطويل المحرك الفاعل للشارع الفلسطيني وجماهيريته وحركته الثورية، وقد ظهر ذلك جليًا في عدة مناسبات كان أبرزها الانتفاضة الأولى وماسبقها وحركة التفاعل التي كان يُظهرها الشارع مع المعارك الإستراتيجية التي كان يخوضها الأسرى لا بل الأكثر من ذلك حيث تحولت قلاع الأسر لمصنع قادة برزوا في المعارك النضالية وكذلك جزء كبير منهم استشهدوا كالقائد والشهيد ربحي حداد والدكتور أحمد المسلماني ونضال سلامة الذين شاركوا وساهموا بفاعلية في بناء المدارس الثورية في السجون ليباشروا بعد تحررهم مشروعهم الثوري حتى الشهادة دون أي كلل أو ملل أو تعالي على المهمة الثورية التي فرضها الواقع.

وقد عملت الحركة الأسيرة ومنذ البداية على تكثيف عمليات البناء وتركيز أساليب التثقيف الثوري الذي تظهر في الجلسات والبيانات والندوات وإحياء المناسبات الوطنية داخل قلاع الأسر من أجل بناء كادر ثوري قادر على مواصلة المسيرة داخل القلاع وخارجها والأهم من ذلك من أجل بناء مجتمع صلب وقوي قادر على مواجهة التحديات والصعوبات التي يفرضها الاحتلال وأدواته المتمثلة بمخابراته العسكرية وجيشه وصولًا لمديرية مصلحة السجون القمعية.

تميزت الحركة الأسيرة في بناء الشخصية الوطنية، فكان خريجو مدارسها روادًا في الحركة الوطنية السياسية على مختلف مشاربهم السياسية وانتقاءاتهم الفكرية، ذلك أنهم كانوا على الدوام على قدر عالٍ من الجهوزية والاستعداد للمواجهة، واليوم ومع تصاعد الهجمة الشرسة التي تقودها الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة ضد الأسرى من خلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد وسحب الإنجازات التي أُريق في سبيلها أطنانًا من اللحم والدماء على مذابح المواجهة والاشتباك في قلاع الأسر وخارجها.

لدى يقع على أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني المحتل ومن ورائهم أحرار العالم مهمة مساندة ودعم حقوق الأسرى والتضامن المكثف معهم في معاركهم الاستراتيجية والتي أصبحت على الأبواب إذا لم تتغير مديرية السجون ومن خلفها جهاز الشاباك من سياستها ونهجها وعدوانها الممنهج ضد صفوف الحركة الأسيرة وأبناءها على اختلاف انتماءاتهم السياسية.

وليعلم القاصي والداني أن الأسرى لن يظلوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الإجراءات التصعيدية والتي ستقود حتمًا للإنفجار والمواجهة المفتوحة والتي سيكون نتيجتها لا محال هزيمة الأجهزة الأمنية شر هزيمة.

والمجد والخلود للشهداء.. والحرية للأسرى

الأسير: محمد الزعنون 

سجن ريمون الصحراوي