كتبت اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال..

رسالتنا في يوم الأرض

يوم-الأرض-الفلسطيني.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

في آخر يوم من آذار من العام 1976، كان الفلسطينيون في الداخل المحتل على موعدٍ مع الانفجار لهبةٍ في وجه آلة القضم الصهيونية التي ما توانت لحظة عن ابتلاع ما يمكن من الأرض الفلسطينية، في سياسة ممنهجة ومتفق عليها صهيونيًا للسيطرة على الحيز الجغرافي، وإفقاد الفلسطينيين قاعدتهم الزراعية ومصدر رزقهم وكرامتهم وبالتالي هويتهم، فالأرض من المرتكزات الأساسية التي أقيمت ولا تزال على أساسها الحركة الصهيونية، وهي الهدف المنشود والضامن الوحيد لاستمرار المشروع الذي أبدعت الأدمغة الصهيونية وتسابقت لتقديم المشاريع والاقتراحات والخطط الرامية للسيطرة على الأرض واستلابها، فما سياسة "برج وسور" أو كما يطلق عليها باللغة العبرية "هوماه فمغدال" أو مشروع "العامل الدفاعي عن الاستيطان العبري" الذي نُفذ زمن الانتداب البريطاني، أو مشروع "فوخمان" ومشروع "غاليلي" ومشروع "إيغال ألون" الشهير، أو مشروع "دروبلس" إضافة لتأسيس حركة "غوش أمونيم" الاستيطانية والاعتراف بهما رسميًا سنة 1977 وسلسلة الأوامر والقوانين العسكرية والمدنية من من قبل قانون أملاك الغائبين، وقانون أملاك الدولة، وقانون الأملاك المتروكة، إلا خير دليل على حالة الهوس الزكام التي أصابت ولا تزال دفاع الحركة الصهيونية بالأرض ومركزيتها في تنفيذ مخططاتها.
لكن وبالرغم من كل ذلك لم تنجح الآلة الصهيونية في إفقاد الفلسطينيين الثقة بقضيته وعدالتها ولم تثنهِ للحظة عن الدفاع عن أرضه ولو بجسده العاري، فما ارتقاء ثلاثة عشر شهيدًا في هذا اليوم واستشهاد عاطف حنايشة ابن قرية بيت دجن قضاء محافظة نابلس إلا خير دليل على ذلك، وهنا يحضر السؤال الأهم؟ لمَ ما حدث في آذار بقي عالقًا في الذاكرة الفلسطينية بل وغدى ذكرى واجبة الإحياء والتمثل؟ ولنصل للإجابة الأدق على هذا السؤال لا بد من أن نعرج على ما حققه الفلسطينيون من مكاسب هامة لقضيتهم في هذا اليوم والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي:-
1-    التأكيد على حقيقة ثابتة ومبدأ أساس في النضال الفلسطيني وهو أن الأرض جوهر الصراع.
2-    إبراز الهوية الفلسطينية الوطنية للفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948م.
3-    إيصال رسالة لدولة الاستعمار الصهيوني بحكومتها وسياساتها وقادة أركانها يؤكد فيها الفلسطينيون على عروبتهم وتمسكهم بأرضهم، وحقيقة أن لا السيطرة ولا الحرمان ولا الإخضاع الممارس بحقهم سيدفعهم للتخلي عن أرضهم وهجرتها طوعًا.
4-    جسدت عمليًا وحدة الشعب والأرض والمصير.
5-    التأكيد على فشل مخططات الحكم العسكري وسياساته.
6-    إثبات عملي لفشل مقولات الأسرلة ونظريات الصهر والتذويب وكي الوعي.
7-    إعادة ثقة الفلسطينيين في الداخل المحتل بأنفسهم وقدرتهم على المقاومة والرفض.
8-    شكلت الأحداث صفعة لكل من شكك بعروبة ووطنية الفلسطينيين في الداخل وثبات بوصلته الوطنية.
9-    تجاوز سقف الأحزاب في تلك المرحلة المتمثل بالمساواة المدنية.
10-    رد واضح على قيادة منظمة التحرير التي بدأت قبل وقت قصير من الأحداث بالرقص على أنغام التسوية وأوهامها من قبيل مشروع جنيف وغيره من المشاريع الهادفة لتصفية القضية.

وقبيل الختام، نوجه دعوتنا للقيادة الفلسطينية الرسمية بضرورة أخذ الدروس والعبر من ما حدث في يوم الأرض وعدم الاكتفاء بإحيائه بالخطب الرنانة ومقولات الثبات والصمود وحدها، ومغادرة عقلية التفاوض بهدف اثبات القدرة على التفاوض، إضافةً لضرورة القفز من مربع الرهان على الأنظمة العربية الرسمية بما تعنيه من تطبيع وخزيٍ وعار، بدلًا من مخاطبة الجماهير العربية وتحشيدها، فذلك أضمن للأرض ولدماء شهداء يوم الأرض.

المجد والخلود للشهداء..
اللجنة الإعلامية والثقافية
منظمة فرع السجون 
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
31-3-2021