كتب الأسير محمد الزعنون من زنزانته في سجن ريمون الصحراوي بمناسبة يوم الأم..

كلمات أسير فقد أمه

IMG_٢٠٢١٠٣١٧_١٠٠٤٢٣.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

يا نبض القلب.. أنا لا زلت متمرسًا خلف كلماتك..عالقًا بيت تلك الكلمات السحرية..فما زالت تخترق قلبي لتستقر هناك في المنتصف تمامًا..لتنبتي بصدري كوردةٍ أسقيها بدمي...

******

يا آلهة النفس اقتربي..فأنا مشتاق لتضميني...أمي..لقد كرهت سوء الحظ وأرهقني العدل بغيابه، في زمنٍ خسرت فيه نصف نصيبي من العمر ونصف نصيبي من الحظ.

******

أمي..كوني قربي لتصبح الشجرة رمزًا للسماء..ليصبح العصفور رسالة الحلم..ليكون القلب ذبيح الفراق دامي العينين..كمصرع طائر العنقاء الذي يُبعث من رماده.

******

يا ضوء القمر المنير جبينكِ..يا عنبًا وشهدًا يقطر من خديك، أنا دومًا معكِ يا صاحبة القلب المتعب كوني بجانبي كشمسٍ ساطعة بصيفٍ زاهر..وغطي الخريف بشالكِ الأبيض..وخبئي مطر الشتاء بظلِّك الوضَّاء، وقبِّلي وجه الأرض، وأخيطي من النجوم إكليل غار.

******

أمي..أنا لا زلت أشتمُّ رائحتك من بعيد..فبرد الشتاء نخر عظمي..إحميني من كلِّ هذا يا كل الفصول أنتِ..وسيري ببطء الوقت هنا وسرعة الضوء كل أراكي في بهاء البدر واكتمال القمر... وأرجوكِ أن تتحايلي على المصادفة السعيدة وأن لا تختبري فوضوية التكوين وخاتمة الحياة...ولا تجري أخطبوط العمر وانتظريني في آخر درجات الطريق..وخذي من عمري لتحيا الحياة خنجر السماء سيف الفقراء.

******

عودي كالبحر من بين رمال الشواطئ واجعلي من بياض قلبك غصونًا للغابات الخضراء، وأوقفي على ساعديك رفُّ البلابل واعزفي للشهداء لحن الخلود قبل بزوغ الصبحِ وبعد مغيب العصر.

******

فبدونكِ حبيبتي أنا حائرٌ بأفكاري

تتواصل وتتفائل..

تتمدد وتتقلص وتكبر وتصغر كما الفرص لتطبق وتضيق كما الواقع

تجن وتأن وتطير ثم تعود...

تعالي لنكون معًا...لنزرع أملًا وفرحًا رغم أنف الموت.

 

الأسير محمد الزعنون

سجن ريمون الصحراوي