كتب الأسير رائد الشافعي من خلف زنزانته في سجن جلبوع..

الحب رحلة سعادة وشقاء

119598060_173297531019451_7501808211793241169_n.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

الحب سعادة عظيمة وشقاء ، الحب حالة إنصهار بالنصف الآخر ، الحب من أعلى درجات التصوف الروح في روحٍ الأخرى ، حين تخاطب الآخر وتقول له يا روحي وبذلك تنفي ذاتك فيه ، ولكن الحب في هذا الزمان مغامرة وكل مغامرة محفوفة بالمخاطر لن تمر طريقاً سهلاً ، هناك الكثير من العقبات والصعوبات في تلك الرحلة ، وفيها السعادة والفرح والحزن والألم ، والأجمل حين تحول الألم إلى أمل في وسط الطريق ، الحب تجربة إنسانية سامية لا يمكن إجتنابها أو العيش دون خوض غمارها ، والبشر في هذا الكون ليس حراساً على قلوب الآخرين ومشاعرهم ، وليس كهنة وشيوخ ووكلاء الرب على الأرض حتى ننتظر منهم مباركة الحب وعظمته على مسرح الحياة وفي رحلة العمر ،بل هم ليس أكثر من أشخاص مقيدون بأغلال التاريخ و التقاليد والعادات التي غدى جزءً منها بالي وعبء على التطور وسير الحياة في طريق إستمرار الرحلة القصيرة ، ليس هناك أوصياء على الحب والحرية ...

قبل أن تُحب عليك أن تتعلم معنى الحرية والقدرة على إتخاذ القرار ، ولك أن تعلم عليك أيضا التمرد والنضال من أجل الحب فهو معركة تستحق النضال من أجلها ، إنها معركة مقدسة ضحيتها القلوب الضعيفة والإستسلام يعني التعاسة والبؤس والشقاء ، الحب غريزة لو كانت حرام لما خلقها الله وهو يحب عباده الأقوياء العادليين ، الحب دافع قوي للحياة وللبقاء الحب أساس قواعد الأخلاق الأبدية عليك أن تكون عاشقاً في هذة الحياة إن العاشق لا يهزم ، هذة هي الحقيقة وهناك حقائق حين ينفض عنها الغبار تسعقنا وغبارها يخنق آخر آمالنا وأنفاسنا إن لم نقاوم من أجل الحب وهو أصدق حقيقة لا سلطة لك على قلبك ، ولذلك يقال أن ( الحب أعمى) ومعنى ذلك يقف العقل عن التفكير وتسيطر العاطفة على تفكير الناس وتشل عقلهم لذلك عليك أن تُحب بقلبك وعقلك ومن ثم بكل جوارحك ...

تحذير إلى كل المحبين في هذة الحياة _

الأوكسجين الذي في العالم كله لا يكفي اليوم لطفل يبكي بحرية فهل هنالك أوكسجين كافي لتحب بحرية !؟

الأسير رائد الشافعي

سجن جلبوع