كتب الأسير القيادي ثائر حنيني..

القـضية..والمدافعين عنها

04446060ec7fb0ed8dbfa8b125eb4747.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

ثمة مقولة للأديب الشهيد غسان كنفاني: "إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا تغيير المدافعين وليس القضية".
يمتد عمر القضة الفلسطينية لأكثر من مئة وعشرين عامًا، أي منذ الغزوة الصهيونية في بداياتها الأولى، وعرف شعبنا كل أشكال القادة: من قادة ثوريين إلى وجهاء وتقليديين، إلى مقاومين وشهداء، وانتهازيين ومقامرين ومنتفعين، سماسرة وتجار ومتسلقين، شرفاء وملتصقين حتى الرمق الأخير بالقضية، وفي كل محطةٍ كان يبذل شعبنا التضحيات الجسام وفي ذات الوقت تفرز المرحلة بعضًا من المتسلقين، ولكن قدر الشعوب أن تظل تنجب الثورة تلو الثورة حتى إنجاز أهدافها المشروعة في الحرية والانعتاق والاستقلال.
إن قضيتنا العادلة تحتاج إلى قيادة ثورية تدافع عنها حتى الاستماتة وليس قيادات همها تعظيم منافعها الشخصية وامتيازاتها على حساب القضية.
والآن وفي هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها قضيتنا الوطنية مطلوبٌ من الكل الوطني أن يعي مسؤوليته التاريخية والوطنية في ظل تفاقم ممارسات الاحتلال الوحشية على الأرض، فإذا انشغلت القيادة الوطنية والسياسية بمسائل هامشية على حساب القضايا الرئيسية فإننا سنظل ندور بذات المربع بدون إنجازات، فالمرحلة تقتضي أن نسارع لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وبلورة استراتيجية وطنية كفاحية موحدة من شأنها أن تتصدى لممارسات العدو وقطعان مستوطنيه، وبدون هذه العناوين سنظل قاصرين عن مواجهة العدو الاستعماري المتوسع على الأرض، لقد آن الأوان للالتفات إلى هموم الناس ومعاناتهم تحت الاحتلال، ولا يجوز لنا تفويت فرصة ترتيب البيت الداخلي وإعادة الاعتبار للمقاومة كوسيلة وحيدة لإنجاز الأهداف، واسترداد الحقوق...فبدون المقاومة لن نكون مدافعين حقيقيين عن القضية.
وحدها المقاومة والإيمان بنهجها من تسترد الحقوق وتُعلي جباه الشعوب.

 

الأسير ثائر حنييني 

سجن ريمون الصحراوي